الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

رجل لديه ـ دائما ـ الحجة، لأنه صاحب علم، ولكنه مزاجي وعصبي وفي الفترة الأخيرة طلب من حماه أن يؤجر له محلا ويخرج من فيه، لكنه اعتذر له، فخرج مغضبا وحلف على زوجته بالطلاق أن لا تأخذ شيئا من أهلها ولا حتى لأولاده ولو على مستوى ـ تسالي ـ للأطفال، وهي ممنوعة حاليا من زيارتنا، لكن من الممكن أن نزورها، حتى إن والدي لم يبد اهتماما لذلك من باب أنه يحق له أن يفعل ما يشاء بزوجته.
أرشدونا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجمهور على أنّ الحلف بالطلاق يقع به الطلاق إذا وقع المحلوف عليه، وذهب بعض العلماء ـ ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ إلى أنّ حكم الحلف بالطلاق حكم اليمين، فإذا وقع المحلوف عليه، لزم الحالف كفارة يمين ولا يقع به طلاق، والمفتى به عندنا قول الجمهور، وانظر الفتوى رقم: 11592.

وعلى ذلك، فما دام هذا الرجل قد حلف على زوجته أن لا تأخذ شيئاً من أهلها، فإنها إذا خالفت ذلك وقع طلاقها ويرجع في تحديد ما يقع به الطلاق إلى نية الزوج حال الحلف.

ولا حقّ لهذا الرجل في منع زوجته من زيارة والديها لمثل هذا السبب، وانظر الفتوى رقم: 127338، وليس بواجب على والد زوجته أن يؤجر له ما يريد، كما أنّه إذا كان بالمحل مستأجر لم تنته مدة إجارته، فلا يجوز إخراجه، لأنّ عقد الإجارة من العقود اللازمة، كما بيناه في الفتوى رقم: 46107.

وننبه إلى أن الحلف بالطلاق غير جائز، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني