السؤال
ورد في القرآن الكريم: المجرمون، المنافقون، الكافرون، المشركون، الفاسقون ـ فما الفرق بينها؟ وما العوامل المشتركة بينها؟.
وجزاكم الله خيراً.
ورد في القرآن الكريم: المجرمون، المنافقون، الكافرون، المشركون، الفاسقون ـ فما الفرق بينها؟ وما العوامل المشتركة بينها؟.
وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمجرمون في القرآن الكريم: هم المرتكبون للجرائم ـ وهي الذنوب والآثام ـ والأغلب أن تكون كفراً يخلد صاحبه في النار - والعياذ بالله - وسنذكر مثالاً على ذلك.
وأما المنافقون: فهم الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، والمتتبع لآيات النفاق في القرآن الكريم يلاحظ أن جلها - إن لم نقل كلها - في هذا النوع من النفاق المخرج من الملة، كما سيأتي.
وأما الكافرون: فهم الجاحدون الذين لا يؤمنون بالله ورسله، فالكفر ـ في القرآن الكريم نقيض ـ الإيمان إلا ما روي عن ابن عباس وغيره: أن كفر وظلم وفسق من لم يحكم بما أنزل الله الوارد في سورة المائدة قد يكون كفراً دون كفر، وظلماً دون ظلم، وفسقاً دون فسق.
وأما المشركون: فهم الذين يعبدون غير الله تعالى أو يعبدون معه غيره.
وأما الفاسقون: فهم المتمردون على الله تعالى الخارجون عن طاعته تعالى. قال الراغب الأصفهاني في المفردات: والفسق أعم من الكفر، ويقع بالقليل من الذنوب وبالكثير، لكن تعورف فيما كان كثيراً، وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به، ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضها، وإذا قيل للكافر الأصلي: فاسق، فلأنه أخل بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة، وكثيراً ما يطلق في القرآن الكريم على الكفر المقابل للإيمان، كما في قوله: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً.
والعامل المشترك بين هؤلاء جميعاً: هو مخالفة أمر الله تعالى، وإذا كانت من الكفر الأكبر المخرج من الملة مخلد في النار ـ والعياذ بالله تعالى ـ ففي شأن المجرمين يقول الله تعالى: إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون.
وفي الكفار والمنافقين والفاسقين يقول الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا {67-68}.
وفي المشركين يقول الله تعالى: وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا {البينة:6}.
وبهذا نرجو أن تكون قد عرفت الفرق بين هذه الألفاظ والعامل المشترك بينها.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين رقم: 129080، ورقم: 108425.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني