الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أعمل مهندسا معماريا وحياتي كلها جميلة ـ والحمد لله ـ وفجأة حدث لي شيء غريب ـ وهو تنميل في الدماغ وخوف شديد ورجلي ـ أحيانا ـ لا تحملني وبطني يؤلمني، والدكاترة يقولون إنني سليم وليست عندي مشاكل وأنا ـ فعلا ـ من الناحية الطبية سليم، وهذا الموضوع يتكرر معي ـ تقريبا ـ كل 5 أيام، وعندي مشكلة في النوم: فأنا لا أكاد أنام، وحينما أنام أحس أنني غير نائم وأقوم من النوم وأنا مصاب بصداع شديد، وهذا الصداع يظل معي إلى أن أنام ثانية، فياليتكم تقولون لي ماذا أعمل؟ وهل هذا سحر أوحسد؟.
وجزاكم اللة خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعافيك، ثم اعلم ـ أخي الكريم ـ أن الله تعالى برحمته قد يبتلي العبد ليكفر عنه سيئاته من جهة، ومن جهة أخرى ليتذكر ربه ويستعد للقائه ويتفكر في حال نفسه، فيقيم عوجه ويصلح من شأنه ويستقيم على أمر ربه، قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم: 41}.

قال ابن كثير: أي: يبتليهم بنقص الأموال والأنفس والثمرات، اختبارا منه، ومجازاة على صنيعهم.لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. أي: عن المعاصي، كما قال تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الأعراف: 168}. اهـ.

وقال سبحانه: وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{الزخرف: 48}.

وقال عز وجل: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{السجدة: 21}.

قال السعدي: أخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من ذنوبهم. اهـ.

فلا داعي للقلق، فأكثر من دعاء الله والالتجاء إليه، فسيفرج همك ويكشف غمك، ولا بأس بعرض نفسك على الرقاة الملتزمين بمنهج أهل السنة والجماعة في الرقية، واحذر المشعوذين، فإنهم لن يزيدوك إلى خبالا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني