السؤال
دائما أشعر أنني أبالغ في الوضوء وليس في الإسراف في الماء، وإنما في الدلك حتى أتيقن من وصول الماء لكامل العضو وأشعر أنني أتأخر شيئا ما عندما أقارن ذلك ـ عدة مرات ـ بأشخاص يتوضأون معي إما في المسجد أو في البيت فأجدهم ينتهون من وضوئهم قبلي، رغم أنهم أتوا معي أو بعدي، لأنهم ـ كما أظن ـ يتعاملون مع الوضوء كسلوك واجب عليهم عند أداء الصلاة، أما أنا فأتعامل مع الوضوء كواجب علي لصحة الصلاة، لذا يجب أن يكون وضوئي صحيحا وكاملا حتى تكون صلاتي صحيحة، لذا أنا في وضوئي ـ دائما ـ أتيقن من وصول الماء لكامل العضو، فهل فعلي صحيح؟ أم ما يفعله هؤلاء الأشخاص هو الصحيح؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الواجب في الوضوء هو إيصال الماء إلى جميع الأعضاء الواجب غسلها، ولا يشترط في ذلك اليقين بل غلبة الظن كافية، رفعا للحرج ودفعا للمشقة، قال في فتح المعين: ولا يجب تيقن عموم الماء جميع العضو بل يكفي غلبة الظن به.
انتهى.
وفي حاشية إعانة الطالبين: قوله: ولا يجب تيقن إلخ ـ أي في الوضوء وفي الغسل.
وقوله: عموم الماء ـ أي استيعابه جميع العضو.
قوله: بل يكفي غلبة الظن به ـ أي بعموم الماء جميع العضو.
انتهى.
وقال البهوتي في كشاف القناع: ويكفي الظن في الإسباغ ـ أي في وصول الماء إلى البشرة ـ لأن اعتبار اليقين حرج ومشقة.
انتهى.
ويحصل الغسل الواجب للأعضاء بصب الماء عليها، ولا يجب الدلك خلافا للمالكية، وإنما الدلك مستحب، وما ذكرته من كون الناس يتعاملون مع الوضوء كسلوك واجب عند الصلاة وأنت تتعامل معه على أنه شرط لصحة الصلاة: كلام غير مقبول، فإن المسلمين جميعا يعلمون أن الوضوء شرط لصحة الصلاة وهم يتوضؤون لهذا المعنى، ونحن ـ أيها الأخ الكريم ـ نخشى أن تكون عندك بوادر وسوسة، ومن ثم، فإنا نحذرك كل التحذير من أن تفتح على نفسك بابها، فإنه باب شر يفسد على العبد دينه ودنياه، وانظر الفتوى رقم: 51601، فعليك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه أحسن الهدي، واحرص على إسباغ وضوئك، فإن ذلك من فضائل الأعمال، ولكن حذار حذار من الغلو والمبالغة التي تجر إلى الوسوسة.
والله أعلم.