الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يترك العمل لدى أبيه لكونه لا يعطيه راتبا مناسبا

السؤال

أنا متزوجة وزوجي خريج كلية الصيدلة ونعيش مع والده ووالدته وأخواته البنات، ونأكل ونشرب معهم
ووالد زوجي لديه صيدليتان يعمل بهما زوجي ويشرف على إدارتهما.
والمشكلة هي أن والد زوجي لا يعطيه مرتبا محددا له أو بمعنى أصح لا يعطيه مالاً خاصاً به، وعندما طلب زوجي من والده أن يكون لديه مرتب محدد قال له والده وأنت ناقصك إيه؟
وأنا أستحى أن أطلب أي مصروف أو أي مال من حمايا مع العلم أنني مازلت أدرس، وجاءت لزوجي فرصة عمل جميلة جداً ولكن والده رفضها لأنه لا يريده أن يترك الإشراف على الصيدلية.
وسؤالي الآن: أنا على وشك الإنجاب وزوجي يريد مالاً خاصاً به حتى نستطيع تلبية مطالب المعيشة وحتى يصرف علينا أنا وأبناءه.
إذا عمل زوجي في مكان آخر حتى يكون لديه مرتب خاص به هو وزوجته ووالده يرفض ذلك وفى نفس الوقت لا يريد إعطاءه مرتبا. هل في هذه الحالة سيكون زوجي مذنبا إذا لم يسمع كلام والده؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان والد زوجك لا يعطيه راتباً مناسباً لعمله فليس من حقه منعه من العمل في مكان آخر يتكسب منه، فإنّ في ذلك إضرارا بولده وتضييقاً عليه، وطاعة الوالدين تكون فيما لا ضرر فيه على الولد.

قال ابن تيمية: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ ......، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ. الفتاوى الكبرى.

و قال الهيتمي: إذَا ثَبَتَ رُشْدُ الْوَلَدِ الذي هو صَلَاحُ الدِّينِ وَالْمَالِ مَعًا لم يَكُنْ لِلْأَبِ مَنْعِهِ من السَّعْيِ فِيمَا يَنْفَعُهُ دِينًا أو دُنْيَا. الفتاوى الفقهية الكبرى.

وعلى ذلك فمن حقّ زوجك أن يترك العمل مع والده ويعمل في مكان آخر.

لكن يجب عليه على كل حال أن يداوم على برّ والده والإحسان إليه وطاعته في المعروف.

وينبغي لك أن تعينيه على هذا الأمر فإنه مما يرجى أن يعود عليكما بالخير والبركة.

وننبه إلى أنّ رضا الوالد من أيسر الطرق للجنة، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أواحفظه. رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني