السؤال
شيخنا الفاضل
والدتي من حين إلى آخر تصاب بأرق وتعب شديد إلى أن يرتفع ضغطها، كما أنني أدرس وكنت أتقن عملي لكن مند أن تعبت أمي أصبحت مهملة ولا أبالي بعملي، كما أنني لا أداوم وذلك لعدم قدرتي على تركها وحيدة،علما أنني البنت الوحيدة مع إخوة. فهل أعاقب على إهمالي لعملي لأن العمل عبادة وإتقان أم لا؟ وخاصة أنني في هذه الظروف؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حق الأم عظيم، وبرّها من أوجب الواجبات، ولا سيما إذا كان في حال ضعفها ومرضها، قال تعالى: ..إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا. {الإسراء: 23}.
وخدمة الأمّ ورعايتها واجبة على أولادها جميعاً، وعليه.. فانشغالك برعاية أمّك المحتاجة للرعاية من أفضل الأعمال الصالحة، فعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وقال الألباني: حسن صحيح.
لكن لا يجوز لك التقصير في عملك والواجب عليك أن تؤديه على الوجه المطلوب ما دمت تتقاضين عليه أجراً، فإن أمكنك الجمع بين رعاية أمك ومداومة عملك المباح أو دراستك المفيدة، فهو أولى وأكمل، وإن لم يمكنك الجمع بين العمل ورعاية أمك المحتاجة لك فإما أن تطلبي إجازة من صاحب العمل، وإما أن تستقيلي منه إذا لم يكن في استقالتك إضرار بك أو بغيرك، وفي كل الأحوال رعايتك لأمك لا يعفيك من القيام بما يجب عليك في عملك.
وننبهك إلى أنّ عبارة: العمل عبادة لا تصح بإطلاقها وإنما يكون العمل عبادة إذا كان قربة لله أو كان مباحاً وقصد به وجه الله، وانظري الفتوى رقم: 3249.
والله أعلم.