الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم من غصب أو سرق شيئا قبل بلوغه

السؤال

وأنا طفل صغير كنت للأسف آخذ أقلاماً من أبناء صفي (طلاب الصف) رغماً عنهم، وذكرني بذلك أحد الأشخاص قبل فترة. فهل هذه تعتبر سرقة وهل يجب علي أن أقيم ثمن الأقلام وأتبرع بثمنها المقدر؟ هذا أولاً. أما ثانياً: قبل بضع سنوات قامت الأمانة (قسم تابع للحكومة) بوضع أشجار في حديقة عامة (متنزه) وقمت بأخذ إحدى هذه الأشجار وقد كانت صغيرة جداً (شتلة)، وزرعتها في منزلي والآن كبرت، ماذا علي أن أفعل فقد قال لي البعض تدفع ثمنها للأمانة وهذا صعب لأني لا أعلم أحدا في الأمانة وربما لن يقوم من أدفع له ثمنها بزراعتها في الحديقة، وقال لي أحدهم اشتري شجرة وازرعها، ولكن هل علي ان أشتري نفس الشجرة وأقوم بزراعتها والعناية بها، أم يكفيني أن أقوم بشراء أي نوع من الشجر وأسلمه لحارس الحديقة ويقوم هو بزراعتها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن غصب شيئاً قبل بلوغه لم يكن عليه إثم، لعدم التكليف في حقه، ولكن ذلك لا يعفيه من إرجاع الحق إلى أصحابه، لأن رفع الإثم لا يعني رفع ضمان ما أتلف أو غصب أو سرق، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 18158.

وعلى ذلك فإن كنت تذكر أصحاب الحقوق هؤلاء، ويمكنك التواصل معهم، فإما أن تستحلهم، وإما أن ترد إليهم قيمة ما أخذت منهم، وإلا فاجتهد في تقدير قيمة هذه الأشياء وتصدق بها عن أصحابها.

وأما بالنسبة للشجرة المذكورة فالأصل أن الواجب عليك هو رد قيمة الشجرة وقت أخذك لها إلا إذا علمت يقينا أو ظنا غالبا أن القائمين على الحديقة قد لايتصرفون فى القيمة بما يعود على الحديقة بالنفع فإن عليك زراعة مثلها مكانها، سواء باشرت ذلك بنفسك أو أوكلته إلى غيرك، والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني