السؤال
الحمد لله حفظت القرآن الكريم ولكني عند ما أصلي به أخطئ أحيانا لهذا ينبغي لي أن أكثر من قراءته ومراجعته وختمه، وبناءا على ذلك ما هو الأفضل والأكثر أجرا أن أشغل أوقاتي بمراجعة القرآن واستظهاره حتى يترسخ في قلبي أم أشغل وقتي بالنوافل والتسبيح أيهما أكثر أجرا وأفضل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التلاوة أفضل من الاشتغال بالأذكار والتسبيح إلا في الأحوال التي شرع فيها بعض الأذكار كأدبار الصلوات وأوقات التعوذ والنوم وإجابة المؤذن.
كما قال صاحب المطهرة:
والذكر كثر والقرآن خيره * إلا بما شرع فيه غيره.
ويؤيد ذلك ما في حديث مسلم: أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهي من القرآن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
وقد ذكر النووي في شرح مسلم أن السلف كانوا يكثرون الاشتغال بالقراءة، وبعضهم كان يختمه في بضعة أيام.
وبعضهم كان يختمه في يوم وليلة.
ثم إنه إذا أمكن أن تراجع سورة أو جزء من القرآن وتكثر الصلاة به فتجمع بين الصلاة والتلاوة فهذا أفضل. كما قال النووي في التبيان: أفضل القرآن ما كان في الصلاة .. انتهى.
وإن احتجت لوضع مصحف على مرتفع أمامك وتقرأ صفحتين في كل ركعتين ثم تسلم وتقلب ورقة أخرى من المصحف فلا حرج في ذلك.
وأما التعبد بالصلاة فهو أفضل من التعبد بالتلاوة لما في الحديث: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة. رواه أحمد وصححه الألباني.
ولكن إذا أراد المشتغل بالتلاوة أن يثبت حفظ القرآن ويتقنه فهذا أفضل من الاشتغال بنافلة الصلاة لما ذكر أهل العلم أن نافلة العلم هي أفضل النوافل ويدل لذلك ما في الحديث: فضل العلم خير من فضل العبادة. رواه الطبراني وصححه الألباني.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 113141، 49523، 47524، 64475، 50249، 134313.
والله أعلم.