السؤال
سألكم أحدهم عن حكم القول بأن القرآن قديم، ورددتم عليه، وكذلك قلتم له إن القرآن ملفوظ بصوت وحرف ومسموع، ولم أتمكن من الفهم، لذا أرجو إعادة الرد كاملا علي بأسلوب بسيط لأنني حديثة السن عمري 15 سنة، وفي قولكم القرآن كلام الله مسموع هل سمعه جبريل من الله مباشرة أم كيف ؟وفي قولنا القرآن ملفوظ بصوت وحرف ومسموع هل نكون شبهنا كلام الله بكلام البشر؟ وجزاكم الله خيرا وأرجو الرد على بريدي لأن بعض الحاقدين يستغلون الشبهات في إضلال المسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا بيان هذه المسائل وغيرها مما يتعلق باعتقاد أهل السنة في القرآن المجيد، ويمكن ـ على سبيل المثال ـ مراجعة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 19390، 100824، 45686، 132146، 54133، 35232.
ولن نعيد شيئا من ذلك، ولكننا نلفت نظر السائلة إلى ضرورة مراعاة سنها ومستوى مداركها، وذلك بالتدرج في طلب العلم، والبدء بتعلم صغار المسائل قبل كبارها، فإن ذلك من معالم الربانية في التعليم، وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 59910، 53377، 70088.
وهذه المسائل التي تطلبين تبسيط ما سبق أن بيناه فيها ـ من المسائل الدقيقة المأخذ، والتي يجري فيها الالتباس والتشويش، فلا يستحسن الخوض فيها ولا البداءة بها قبل إتقان أصول العلم ومقدماته.
قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): كان الإمام أحمد يسد الكلام في هذا الباب ولا يجوزه، وكذلك كان يبدع من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. ويضلل من يقول: لفظي بالقرآن قديم. ويكفر من يقول: القرآن مخلوق. بل يقول: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. وينهى عن الخوض في مسألة اللفظ. ولا ريب أن تلفظنا بالقرآن من كسبنا، والقرآن الملفوظ المتلو كلام الله تعالى غير مخلوق، والتلاوة والتلفظ والكتابة والصوت به من أفعالنا. اهـ.
وقال عبد الباقي المواهبي الحنبلي في (العين والأثر في عقائد أهل الأثر): صرح البخاري بأن أصوات العباد مخلوقة، وأن أحمد لا يخالفه في ذلك، ولكن أهل العلم كرهوا التنقيب عن الأشياء الغامضة وتجنبوا الخوض فيها والتنازع إلا بما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن شدة اللبس في هذه المسالة كثر نهي السلف عن الخوض فيها، واستغنوا بالاعتقاد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يزيدوا على ذلك شيئا، وهو أسلم الأقوال وبالله المستعان. اهـ.
وقال ابن حجر في (فتح الباري): من شدة اللبس في هذه المسألة كثر نهي السلف عن الخوض فيها، واكتفوا باعتقاد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يزيدوا على ذلك شيئا وهو أسلم الأقوال. اهـ.
والله أعلم.