السؤال
أريد معرفة ماذا يقال عند قدوم المولود من أدعية، وآيات قرآنية، أو أحاديث؟
وماذا تقول الأم قبل، أو أثناء، أو بعد الولادة؟ لأني كما أعرف أن ساعة الولادة ساعة مستجابة.
وهل توجد آيات، أو أدعية تيسر عملية الإنجاب؟
أريد معرفة ماذا يقال عند قدوم المولود من أدعية، وآيات قرآنية، أو أحاديث؟
وماذا تقول الأم قبل، أو أثناء، أو بعد الولادة؟ لأني كما أعرف أن ساعة الولادة ساعة مستجابة.
وهل توجد آيات، أو أدعية تيسر عملية الإنجاب؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على دليل يدل على مشروعية قراءة شيء من القرآن، أو الأدعية عندما يولد الطفل، سواء من قبل الأم، أو من قبل الأب، أو من قبل غيرهما، ولكن على أبوي المولود أن يحمدا الله ويشكراه، ويسألاه أن يجعل مولودهما صالحا مباركا، وقرة عين لهما.
ويستحب تبشير من ولد له مولود وتهنئته بذلك، والدعاء للمولود بالبركة، فقد بشرت الملائكة إبراهيم وزوجه بغلام عليم، كما بشرت زكريا بيحيى -عليهما السلام-.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود بأحكام المولود: فإن فاتته البشارة استحب له تهنئته، والفرق بينهما أن البشارة إعلام له بما يسره، والتهنئة دعاء له بالخير فيه بعد أن علم به. اهـ
وقال في موضع آخر: ولا ينبغي للرجل أن يهنئ بالابن، ولا يهنئ بالبنت، بل يهنئ بهما، أو يترك التهنئة ليتخلص من سيئة الجاهلية، فإن كثيرا منهم كانوا يهنئون بالابن وبوفاة البنت دون ولادتها. اهـ
وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلق بالمولود نذكرها إجمالاً، ومن أراد التفصيل فليراجع كتاب تحفة المودود في أحكام المولود للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، فمن تلك الأحكام:
أولا: التأذين في أذن المولود اليمنى، والإقامة في إذنه اليسرى.
ثانيا: حلق رأسه والتصدق بوزنه من الفضة.
ثالثا: العقيقة وهي ذبح شاتين عن الغلام، وشاة عن الجارية.
رابعا: إحسان تسميته.
خامسا: ختانه.
سادسا: الاهتمام بتربيته، وتعليمه، وتأديبه، لينشأ على الخير والصلاح.
وللمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها بما أحبت بما يناسب حالها، ولا نعلم دعاء خاصا بكل حالة من تلك الحالات، كما أنه ليس هناك دليل يثبت أن ساعة الولادة ساعة إجابة، إلا أنه إذا تعسرت الولادة، فهي مضطرة، ودعوة المضطر مستجابة، كما قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].
ومما ورد عن السلف مما ييسر الولادة ما قاله الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في زاد المعاد ونصه: قال الخلال: حدثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي - أحمد بن حنبل - يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض، أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون" قال الخلال: أنبأنا أبو بكر المروزي أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله؛ تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين؟ فقال له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد، ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال: مر عيسى -عليه السلام- على بقرة، وقد اعترض ولدها في بطنها، فقالت: يا كلمة الله، ادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، فقال: يا خلاق النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس، ويا مخرج النفس من النفس، خلصها. قال: فرمت بولدها، فإذا هي قائمة تشمه، قال: فإذا عسر على المرأة ولدها، فاكتبه. وكل ما تقدم في الرقى، فإن كتابته نافعة، ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك في الشفاء الذي جعل الله فيه. كتاب آخر لذلك يكتب في إناء نظيف: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها. اهـ.
وليس هناك آية قرآنية، أو حديث نبوي، أو دعاء معين ييسر عملية الإنجاب، وإنما ييسر ذلك عموم الدعاء، كما فعل زكريا فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى: وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:89-90].
وقال تعالى: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا* إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً* قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً* وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً* يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً* قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً* قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً [مريم:2-9].
فكون الله -عز وجل- يجعل العاقر تنجب أمر هين، ولكن يحتاج المسلم أن يبذل السبب في ذلك، وهو الدعاء، أو الذهاب إلى الطبيب، مع التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني