الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجة الشحيح.. بقاء أم فراق

السؤال

أنا أريد الطلاق لأني لا أطيق بخل زوجي وإهانتة لي ولأهلي، وصراحة كل هذه الأمور كانت واضحة في الخطوبة لكننا كنا لا نرى تقريبا، وكان دائم الاتهام لأهلي بالبخل وكنا ندافع عن أنفسنا ولا نرى بخله هو وعدم احترامة للكبير وعدم تفاهمه مع كل من حوله، وعلاقتة بوالده سيئة جدا ودايما لا يوجد تفاهم لأن والده كان بخيلا عليهم ووالدته هي التي كانت تصرف على البيت( هذا كلام الناس المحيطين بهم ) وزملاؤه في الشغل نفس الموضوع، ودائما متكبر عليهم ويعتبرهم أقل منه، وليس له أي أصحاب ماعدا أمه علاقته بها غير طبيعية تعلق شديد جدا وصداقة قوية جدا، وأنا من خيبتى كنت فرحانة وقلت أيضا سوف يحبني زيها ويبقى رقيق وحنين ويصاحبنى. المهم بعد الزواج لا يصرف علي أي شىء غير الأكل والشرب فقط، أهلي مازالوا متكفلين بي وكمان نقيم عند أهلى فترة علشان سيادتة يوفر مصاريف الأكل والشرب، وكذا مرة حدثت خلافات بينا، كان دائم الانتقاد لأهلي ويستخسر في أي شىء وكنت بستحمل ونتصالح وقلبى يرجع يصفى له تانى لغاية ما حدث حملى الأول وكنا مقيمين عند أهلى إقامة كاملة كانوا فرحانين بي وخايفين علي، وهو طبعا كان معي وفرحان أكثر منهم موفر طبعا مصاريف ومتطلبات الحمل، وأهلى كانوا مش حارمنى من حاجة على الرغم من انهم مش اغنياء ناس عادين جدا وكانوا شايلنا وكل المصاريف كانت عليهم ولا عمرة تطوع وجاب لى حتى كيس فاكهة وهو راجع من الشغل، المهم انا حسيت ان الوضع فيه استغلال وكمان سيادته كان دائم الانتقاد لاتفه الاشياء ولما رجعت بيتى بعد الولادة بشهرين كدة لقيته بيصوت من المصاريف بتاع ابنه ومستكتر حصل مشكلة المهم اتصالحنا وسافر اشتغل فى بلد خليجى وكان بيبعت لابنه مصاريف يادوب على القد وطبعا اهلى المتكفلين بي ولما رجع رجعنا تانى لنفس الموال بيتكلم على اكل وشرب ابنه وصل معه الموضوع لاكل ابنة وبرضة اهانة اهلى لانة عاوزهم يساعدوه مع العلم ان اهله مرتاحون ماديا لكنهم كلهم بخلاء زية بصراحة انا كنت مستحملة على نفسى بخله علي لا لبس ولااى شىء خاص بي لكن لغاية ابنه مش قادرة وخصوصا بيتكلم فى اكل وشرب مش لعب مثلا طبعا لايمكن يشترى له لعبة مع العلم انه مش بيبخل على نفسة فى لبس او اكل او اى شىء انانى جدااالمهم انا دلوقتى بجد كرهته جدا ونزل من نظرى وقاعدة عند اهلى وعاوزة اتطلق مش مستحملة بخله وانانيته وبقالى شهرين سيبنى عادى ولا بيسألافتونى هل احاول اصبر وصعبانة علي العشرة تقريبا 3 سنين بس بجد كرهته وكرهت حتى بيتى وعشرته وحاسة انى مستحيل اتحمله وصعبان علي ابنى مش علشان حايتربى بعيد عن أبيه لكن علشان سوء اختيارىبس هل ياترى لازم اصبر علشان الشكل الاجتماعى وتربية ابنى واعيش معه محطمة نفسياوافضل اتحمل غلطة سوء اختيارى طول عمرى وادفع تمنها كل يوم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على الزوج أن ينفق على زوجته وعلى أولاده بالمعروف نفقة لا إسراف فيها ولا تقتير؛ لقول الله عز وجل: وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. {البقرة:233}.

ولحديث معاوية القشيري عن أبيه قال: قلت يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: إن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسبت، ولا تضرب الوجة، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت. رواه أبو داود.

ويجب عليه المسكن أيضا، لقول الله عز وجل: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ. {الطلاق:6}.

وقد سبق أن بينا ماهية النفقة الواجبة على الزوج في الفتوى رقم: 113285.

فإن وفى الزوج بما عليه من هذه النفقة الواجبة فليس للزوجة أن تطالبه بما فوق ذلك.

أما إن قصر في شيء من ذلك فإنه مفرط آثم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. رواه أبو داود وغيره وحسنه الألباني.

ويجوز لزوجته حينئذ أن تأخذ من ماله ما يكفيها وولدها بالمعروف ولو بغير إذنه فقد روى البخاري أن هند بنت عتبه قالت يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال عليه الصلاة والسلام: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف.

والذي ننصحك به في هذا هو المقام هو أن تنصحي لزوجك وتذكريه بحقك عليه في النفقة بالمعروف على ما بيناه في الفتوى المحال عليا آنفا وحقك أيضا في المسكن المستقل.

فإن أصر على تقتيره عليكم فأنت بالخيار بين أن تصبري على ذلك وبين أن تطلبي منه الطلاق، والصبر مع مداومة النصح والدعاء بالفرج أولى، وطلب الطلاق مع هذه الأحوال لا حرج فيه.

وننصحك باستخارة الله سبحانه في كل أمورك واستشارة من تثقين برأيه ممن له اطلاع على أحوالكما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني