السؤال
عند رؤية من تكشف شعرها أو تظهر زينتها سواء من ديننا أو من الديانات الأخرى هل الإعجاب بهن فيه شيئ بل وتمني أن يرزقني الله بمن تكون أجمل وأمتع منهن (معي ولي فقط ) فيه خطأ حيث تساورني الشكوك حول الآية الكريمة عن النهي عن الإعجاب بأجساد الكفار ... لست أتذكر بالضبط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أنه يجب على المسلم أن يغض بصره عن النظر إلى من حرم الله تعالى النظر إليه من النساء سواء كن مسلمات أو كافرات. وقد سبق لنا ذكر بعض النصوص الدالة على ذلك، فراجع الفتوى رقم:28873.
ولو قدر أن وقع بصر المسلم على امرأة فكف بصره عنها من أول وهلة فلا يلحقه إثم في ذلك. وإذا أعجبه جمالها فلا حرج عليه في أن يسأل الله تعالى أن يرزقه من هي أجمل منها.
لكننا ننبه إلى أمر وهو:
أنه لا ينبغي للمسلم أن يسترسل في التفكير في امرأة أجنبية كان قد أعجب بها، فإن هذا قد يكون ذريعة إلى تعلق قلبه بها، وبالتالي الوقوع معها فيما حرم الله تعالى.
ولا علم لنا بآية تتكلم عن موضوع النظر والإعجاب بأجساد الكفار في هذا المعنى. ولعلك تعني قول الله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ...الآية {المنافقون: 4}. فهي لا علاقة لها بما نحن فيه، فإنها تتحدث عن المنافقين وجمال صورتهم الظاهرة مع خواء بواطنهم عن الإيمان.
قال القرطبي في تفسيره:( قوله:" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم" أي هيئاتهم ومناظرهم . وإن يقولوا تسمع لقولهم. يعني عبد الله بن أبي . قال ابن عباس : كان عبد الله بن أبي وسيماً جسيماً صحيحاً ذلق اللسان ، فإذا قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالته. وصفه الله بتمام الصورة وحسن الإبانة. وقال الكلبي : المراد ابن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير ، كانت لهم أجسام ومنظر وفصاحة. وفي صحيح مسلم: وقوله: كأنهم خشب مسندة قال : كانوا رجالاً أجمل شيء كأنهم خشب مسندة ، شبههم بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا يعقلون ، أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام. اهـ.
والله أعلم.