السؤال
أنا فتاة بالعمر 31 سنة ولست متزوجة ، وأنا الحمد لله ملتزمة لا أعمل حواجبي، ولا أضع مساحيق التجميل على وجهي ولا أحضر الحفلات، والحمد لله شكلي مقبول ، والكثير من يراني يظن أن عمري في الـ 20 أو أقل بالرغم أنني طويلة والحمد لله لا ينقصني شيء ، ولكن أواجه ضغوطات كثيرة من قبل أمي، وأحيانا أختي الكبيرة ، فهما يقارناني بالفتيات الأخريات اللواتي يحضرن الحفلات ويرقصن بها ، واللواتي يضعن مساحيق المكياج ويعملن حواجبهن ظنا منهما أنه بهذا سوف أتزوج ، بالرغم يا شيخنا الفاضل أن هناك من يأتي لخطبتي ولكن ليس كما نريد أحيانا، فليسامحني الله أشعر بالبعد عن أمي لأنها كثيرا ما تجرحني بكلامها حتى أنها تبكيني من كلامها الجارح، فماذا أفعل يا شيخي الفاضل؟ أريد من يهون علي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك. وجزاك الله خيرا على حرصك على طاعة ربك واجتناب ما يسخطه، فاثبتي على ذلك، فهذا هو الطريق القويم والصراط المستقيم الذي يقود إلى جنة عرضها السماوات والأرض. ونوصيك بالصبر على ما قد تجدين من أذى فعاقبة الصبر خير. وسيأتيك ما كتب الله لك. وراجعي فضائل الصبر بالفتوى رقم: 18103.
وننصحك بعدم الالتفات لما قد يقال من أن تبرج المرأة وخروجها مبدية زينتها للرجال الأجانب، أو أن خروجها على أحكام الشريعة في الزينة أمام النساء سبب لإقبال الخطاب عليها، وإقبال الخطاب عليك يكذب هذه الدعوى، هذا بالإضافة إلى أننا نجد كثيرا من النساء المتبرجات اللائي لا يقبل عليهن الأزواج، بل ورأينا بعض الفسقة ومن يخالط النساء إذا أراد الزواج بحث عن امرأة عفيفة مصونة شريفة ليتزوجها بسبب ما رأى من فسق أولئك وقلة حيائهن.
وعليك بكثرة دعاء الله تعالى أن ييسر لك الزواج، ويمكنك الاستعانة ببعض صديقاتك في البحث عن الزوج الصالح. وانظري الفتوى رقم: 18430.
وإذا تقدم لخطبتك صاحب دين وخلق فبادري إلى قبوله زوجا، ولو وجدت فوارق اجتماعية بينك وبينه. وكثرة رد الخطاب من أعظم أسباب تأخر زواج البنت، وتحرج الناس من التقدم لخطبتها.
وننصح أمك وأختك بأن يتقيا الله تعالى، ولا يأمرانك بما لا يرضي الله تعالى، ولا بأس بأن تنتدبي من يناصحهما بهذا الخصوص إن احتجت إلى ذلك. ونذكرك بالبر بأمك والإحسان إليها وعدم الوقوع في شيء من عقوقها ولو أساءت إليك. وراجعي الفتوى رقم: 104477.
وكذا الحال بالنسبة لأختك قابلي إساءتها بالصبر والإحسان، فإن ذلك من أعظم القربات كما بينا بالفتوى رقم: 1764.
والله أعلم.