الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة طاعة الصغير للكبير في فعل المعصية وحكم طاعته حياء

السؤال

هناك موضوع أتعبني كثيرا ً وهو كالتالي: إذا طلب مني أحد يكبرني كأستاذي مثلا ً أن أساعده بتقديم شيء له يحتوي على معاصي كالغيبة وغير ذلك ، لا أخفي عليك يا شيخ أنني أضعف ولا أرفض طلبهم لأنني أشعر ببعض الحرج، ولا أستطيع أن أقول له لا أستطيع لأن هذا غير جائز، وأنا الآن أريد أن أتوب يا شيخ، وأنا نادمة على كل ما سبق، وبقي العزم على عدم العودة. فهل يمكنني يا شيخ أن أدعو الله تعالى أن يجنبني تلك المواقف فلا يطلب الناس مني ذلك حتى لا أعصيه سبحانه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا تجوز طاعة أستاذ ولا غيره من الأكابر في الإعانة على شيء محرم لما في قوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة:2}. ولما في الحديث: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه الألباني. وفي حديث الصحيحين: إنما الطاعة في المعروف.

وأما الاستحياء من الكبار مثل هذا فهو من الحياء المذموم.

فالواجب الحياء من الله وتقديم رضاه والخشية منه على إرضاء وخشية غيره والاستحياء منه، فقد قال الله تعالى: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ. {التوبة:62}.

وقال تعالى: فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. {التوبة:13}.

وفي حديث الترمذي: استحيوا من الله حق الحياء....انتهى.

وقال صاحب مطهرة القلوب:

أما الحياء الذميم فالمانع من * تغيير منكر أو السؤال عن

أمر من الدين ونحو ذلك * فهو الذي عد من المهالك

وأما سؤالك الله تعالى أن يعصمك ويحفظك من أن يطلب منك أحد من الناس مثل هذه الأمور فلا حرج في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني