الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذ مالا بغير حق فسدد بعضه فما حكمه إن مات قبل سداد الباقي

السؤال

لقد أخذت مالا من وراء كفيلي، ولا أعرف مقداره بالتحديد؛ لأنه كان على فترات متباعدة، ولكن الحمد لله قدرته بالتقريب وأضفت عليه مبلغا زيادة للاحتياط، والآن الحمد لله أنا تبت على ذلك، واستغفر الله في الصبح والليل، وفى كل وقت عسى الله أن يغفر لي، وبدأت في سداد هذا المبلغ على دفعات حسب الميسرة، قمت ببيع ذهب زوجتي وأحاول بيع سيارتي وأي شيء أمتلكه، فكيف سيكون حسابي يوم القيامة إذا وافتنى المنية خلال فترة السداد ولم أكمل المبلغ بأكمله.
وهل يعامل معاملة الدين أم له جزاء آخر؟ أرجو الرد جزاكم الله خيرا، مع العلم أنه يوجد على هذا الكفيل مال لي من حقي، ولكنى متنازل عنه لوجه الله تعالى، عسى الله أن يغفر لي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنحمد الله عز وجل الذي وفقك للتوبة والإنابة إليه. ونبشرك بأن من وفق للتوبة فقد وفق لخير عظيم كما قال سبحانه: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا {التوبة: 118}. قال البيضاوي في تفسيره: ثم تاب عليهم بالتوفيق للتوبة ليتوبوا. انتهى.

وقد أحسنت بما احتطت لنفسك به من تقدير ما تتيقن أنه حق صاحبك.

والاحتياط في أمور الدين من فر من شك إلى يقين

فبادر بسداد ما استطعت من ذلك الحق، واعزم النية أن تؤدي الباقي متى تيسر لك ذلك، وإن استطعت أن تطلب العفو والمسامحة فيما بقي من صاحبك فهو الأولى، فإن فعل برئت ذمتك، وإلا فما بقي فهو في ذمتك إلى أن تستطيع أداؤه، وإن مت وأنت تبذل وسعك في الرد فالمرجو أن يتولى الله عنك إرضاء خصمك يوم القيامة، فإن الله عزوجل يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، فإذا بذل العبد وسعه في أداء الواجب، فقد اتقى الله وما على المتقين من سبيل.

ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 114435.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني