الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرق معوقا لا يتكلم باللسان ولا الإشارة فكيف يستحله

السؤال

سرقت من مال معوق لا يتكلم ـ لا بالإشارة ولا باللسان ـ وأريد أن أطلب منه العفو، فكيف ذلك؟ من فضلكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أخذ أموال الناس بغير حق إثم عظيم، ويجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً، ومن شروط هذه التوبة: رد الحق إلى صاحبه كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 13348، ورقم: 3051.

ومن عجز عن ذلك بقي في حكم الدَّين في ذمته يؤديه بقدر طاقته أو يستحل أصحابه منه.

وأما كون صاحب الحق لا يتكلم فلا يعني ـ بالضرورة ـ أنه لا يفهم ولا يدرك، والصم والبكم يفهمون بالإشارة ولهم لغة يتفاهمون بها، والمقصود أنه إن كانت هناك طريقة لإفهامه وطلب العفو منه، فلا إشكال، وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وعلى السائل حينئذ أن يحقق شروط التوبة في ما بينه وبين الله: من الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فرط منه، والعزم على عدم العودة، فإن عجز عن أداء ما عليه من حق وعجز ـ أيضا ـ عن استحلال صاحب هذا الحق، لم يبق عليه بعد الصدق في توبته إلا أن يعزم عزما أكيدا إن يسر الله له سبيلا في المستقبل ليرد على أصحاب الحقوق حقوقهم، فإنه لن يقصر في ذلك، مع كثرة الدعاء والاستغفار لنفسه ولذوي الحقوق عليه، كما سبق تفصيله في الفتويين رقم: 114435، ورقم: 122402.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني