الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الوالدين إذا اشتروا في جهاز ابنتهم تليفزيون نصحها هي وزوجها

السؤال

أنا أعمل خارج بلدي بدولة عربية أخرى، وعند ما رجعت لحضور زفاف ابنتي فوجئت بوجود تلفزيون في الأجهزة الكهربائية التي تذهب مع العروسة، فأخبرت زوجتي أنني أرفض فكرة شراء التلفزيون والدش والريسيفر حيث إنني لا أدري هل ستستعمل هذه الأشياء فيما يرضي الله أو فيما يغضب الله عز وجل، فأخبرتني بأن خالتها هي التي اشترته هدية للعروسة، فوافقت على ذهابه إلى بيت العريس على مضض تجنبا للمشاكل، وفوجئت في اليوم الذي سنذهب به بالمفروشات وباقي الأجهزة الكهربائية إلى بيت العريس بوجود الدش والريسيفر. وعند ما سألت زوجتي قالت إن العريس قام بشراء الدش والريسيفر على حسابه مع العلم بأنني تيقنت تماما بعد هذا الرد أن زوجتي هي التي قامت بشراء التلفزيون والدش والريسيفر من ورائي، وأخبرتني بذلك حتى لا أغضب، وعندما عارضت أن يذهبوا لبيت العريس حدثت مشادة كبيرة ومشاكل في بيتي، وحتى لا تتطور المسألة وافقت على مضض على ذهاب هذه الأشياء إلى بيت العريس ويعلم الله أني كاره لهذا الأمر ولكني وافقت على مضض تجنبا للمشاكل.
فهل أنا آثم في هذا الأمر؟ وماذا علي أن أفعل حتى يغفر الله لي لأن هذه الأشياء في النهاية اشترتها الزوجة من أموالي وبدون علمي . أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على المرء في اقتناء جهاز التلفزيون بشرط أن يحمل نفسه وأهله وأولاده على استعمال البرامج النافعة دون غيرها مما يفسد الدين والخلق.
وأما من أدخله إلى بيته وترك لأولاده الحرية في استخدامه حسبما يسول لهم الشيطان وما تشتهيه أهواؤهم، فهذا آثم مرتكب للحرام.

ولو مات على هذه الحالة فإنه يموت غاشاً لرعيته ومعيناً لهم على المنكر، وسيسأله الله عن ذلك يوم القيامة، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 1886.

فعليك حينئذ أن تعلم ابنتك وزوجها بهذا الحكم الشرعي، وتتعاهدهما بالنصح والتذكير حتى يكون استعمالهما لهذه الأجهزة فيما يرضي الله ويعود عليهما بنفع الدين والدنيا، وتعلمهما ببراءتك من استعمال هذه النعم فيما يغضب الله ويسخطه.

وليس عليك إثم فيما يتعلق باستعمال تلك الأجهزة بعد النصح وبيان الحكم الشرعي لابنتك وزوجها، فأنت لم تشتر هذه الأجهزة ولم تأمر بشرائها ولا تملك إلا النصح.

أما زوجتك فقد أخطأت حينما اشترت هذه الأجهزة من مالك دون علمك، لأن المرأة لا يجوز لها أن تتصرف في مال زوجها إلا بعلمه وإذنه كما بيناه في الفتوى رقم: 22917.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني