الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغنى دون استقامة لا يدل على فضل صاحبه

السؤال

بخصوص الدية: نجد الأغنياء أكثر قدرة على دفعها مقارنة بالفقراء مما ينقذهم من السجن، فهل هذا تفضيل للأغنياء؟ وما الحكمة في ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الغني المستقيم على الطاعة الذي يبذل ماله في طاعة الله تعالى أفضل من الفقير، كما يدل له حديث مسلم في شأن الأغنياء لما كملوا الأذكار، فقال الفقراء: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وفي الحديث: نعم المال الصالح للرجل الصالح. رواه أحمد، وصححه الألباني.

وأما مجرد الغنى دون استقامة على الهدى والطاعة فلا يدل على فضل صاحبه.

وأما سجن الفقير بسبب الدية: فإنه ينظر في الحامل عليه.

فإن الفقير إذا كان قتل خطأ فلا تلزمه الدية، وإنما تلزم عصبته، وإن كان عامدا وتنازل أولياء الدم عن القصاص ورضوا بالدية، فإن الفقير في هذا الحال يعامل معاملة المعسر، فيجب إنظاره، كما قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ. { البقرة: 280 }.

وراجع الفتويين رقم: 99090، ورقم: 105093.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني