الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تحصيل الخشوع في الصلاة

السؤال

أنا السائلة من الرياض فضيلة الشيخ: أعاني من عدم خشوع في الصلاة وتأخيرها ـ إما لنسيان أو نوم ـ وقد حاولت محاولات عديدة في المحافظة عليها، ولكنها لا تستمر ـ أتوب اليوم وأعود غدا كما كنت لم أغير شيئا ـ ودائما ما يدخل الشيطان في صلاتي فيوسوس لي ويلهيني. أريد مايقوي قلبي ويجعلني أترك كل شيء لأجل ربي، وإعادة علاقة قلبي مع ربي، فما هو توجيهك ونصيحتك لي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير ورغبة فيه، ثم اعلمي أن الخشوع في الصلاة هو لبها وروحها، فاحرصي على تحصيله ما أمكنك، ولا تستسلمي لوسوسة الشيطان وتلبيسه عليك، فإذا أقبلت على الصلاة فأحضري قلبك، واستحضري عظمة ربك تعالى، واتركي الفكر في أمور الدنيا ونحوها مما يشغل عن الإقبال على الصلاة، وتفكري فيما تقرئينه من القرآن والأذكار، واجتهدي في استحضار معانيها العظيمة، واحرصي على أن يكون المكان الذي تصلين فيه هادئا ليس فيه ضجيج ولا صخب يحول بينك وبين التدبر، وأهم ما يعين على ذلك هو الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه والاجتهاد في دعائه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وإذا علم الله منك الصدق في الإقبال عليه وطلب إصلاح قلبك وتحقيق الخشوع في الصلاة فإنه سيعينك على ذلك ويسهله عليك، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. { العنكبوت: 69 }.

وأما نسيان الصلاة والنوم عنها: فهذا لا إثم فيه، فمن رحمة الله بعباده أنه لم يؤاخذهم بذلك، وإنما الواجب عليك إذا نسيت الصلاة أو نمت عنها أن تصليها وقت استيقاظك أو ذكرك لها، فهذا كفارتها، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ويمكنك أن تستعيني بمنبه أو نحوه، لتستيقظي عند دخول وقت الصلاة أو تتذكري فعلها في وقتها.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني