السؤال
أُريد أن أستفسر عن عبارة وقع في نفسي منها شيء وهي : (عندما ندعو الله لانشعر أبداً بمسافة السبع سماوات التي تفصلنا عنه سبحانه).وضعتها في تصميم في أحد المنتديات وأنا قصدت منها مصداق قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب). فنحن نؤمن بعلو الله وفوقيته والمسافة بين كل سماء وسماء لكن عندما نناجي الله نحس بلذة المناجاه وأنه يسمع كلامنا ويعلم حالنا ويرى مكاننا، رغم إيماننا ببعد المسافة وهذا لا يكون إلا في مناجاة الله فنحن نشعر بقربه وقرب فرجه. وما سواه إن كان بعيدا نحس ببعد المسافة ..هذا ما قصدته .لكن الأخوات لا أعلم كيف كان فهمهن لها فقد ردوا علي بأن العبارة قد يكون بها محظور شرعي أو وصف للذات الإلهية بما لا يليق ونحو ذلك. فأحببت السؤال وشفاء عيي وعسى الله يغفر لي إن أخطأت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في صحة المعنى الذي أرادته السائلة بهذه العبارة، ولكن يبقى النظر في صحة التعبير. والصواب أن هذا تعبير خاطئ، فإن الجزم بأن المسافة التي تفصلنا عن الله سبحانه !! هي السموات السبع ـ خطأ واضح، ويكفينا في رده أن نقول: فأين العرش الذي هو أكبر المخلوقات وأعلاها ؟؟!.
ولا يخفى أن دقة العبارة في مثل هذه المسائل أمر مهم، والعصمة في ذلك أن نلتزم بالنصوص الشرعية كتابا وسنة، ومن ذلك الآية التي ذكرتها السائلة. وكذا قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. {ق: 16}.
وقوله عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا. {المجادلة: 7}.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس اربَعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده. متفق عليه.
ومنه أيضا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للإحسان بقوله: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. متفق عليه.
والله أعلم.