الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوعيد الشديد للمتخلفين عن صلاة الجمعة

السؤال

هناك طائفة في اليمن لا تصلي الجمعة ـ أبدا ـ بل تجعل الجمعة ظهرا، فما حكم ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجمعة فرض عين على كل مسلم إلا من رخص لهم في تركها من أصحاب الأعذار، وقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. { الجمعة: 9 }.

وعن طارق بن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، وامرأة، أو صبي، أو مريض. رواه أبو داود بإسناد قال النووي: إنه على شرط البخاري ومسلم.

وقال النووي: ونقل ابن المنذر في كتابيه: كتاب الإجماع وكتاب الإشراف ـ إجماع المسلمين على وجوب الجمعة. انتهى.

وقال العلامة ابن قاسم في الحاشية: وقال الموفق: أجمع المسلمون على وجوب الجمعة.

وقال ابن العربي: فرض بإجماع الأمة، قال تعالى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ ـ واستفاض الأمر بها، والوعيد على التخلف عنها، ويكفر جاحدها، لثبوتها بالدليل القطعي. انتهى.

وكلام العلماء في هذا كثير مستفيض، وبه تعلم أن ما يفعله هؤلاء الناس من تعمد ترك الجمعة وصلاتها ظهرا مما لا يجوز ـ إن كانت الشروط المعتبرة في صحة الجمعة متوفرة ولم يكن لهم عذر في التخلف عنها ـ بل التخلف عن الجمعة من غير عذر مما ورد فيه الوعيد الشديد، فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم. رواه أحمد ومسلم.

وعن أبي هريرة وابن عمر: أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول على أعواد منبره: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. رواه مسلم.

وعن أبي الجعد الضمري ـ وله صحبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه. رواه الخمسة. ولأحمد وابن ماجه من حديث جابر نحوه.

فالواجب مناصحة هذه الطائفة وأن تذكر لهم النصوص الشرعية وكلام أهل العلم في هذا لعل الله تعالى أن يهديهم ويوفقهم للتوبة مما هم مقيمون عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني