السؤال
أنا شاب عمري أكثر من 28 سنة أبحث عن زوجة صالحة منذ فترة طويلة جداً، لكن لم أوفق ولدي ضيق دائم وتعب نفسي حتى إنني أدعو على نفسي أن يحضرني الموت، لأنني تعبت نفسيا من الرغبة في الزواج فأرجو أن توضح لي أسباب التأخير، ولا تنساني من الدعاء بالزواج العاجل.
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن تأخر زواجك قدر من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والتي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، ولا يجوز لك أن تتمنى الموت بسبب تأخر زواجك، فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً فليقل: اللهم أحيني ما كان الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي.
متفق عليه.
وينبغي أن لا يكون هذا الأمر سببا لإحجامك عن الزواج أو تسرب اليأس إلى نفسك، وإنما ينبغي أن تحسن الظن بربك، وتداوم البحث عن زوجة، فالمؤمن لا ييأس أبداً، واعلم أن من أسباب توفيق الله للعبد التوبة من المعاصي والإقبال على الله مع كثرة الدعاء والإلحاح فيه، فإن الدعاء من أعظم أسباب تحقيق المطلوب، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 24855.
ونسأل الله أن ييسر أمرك ويرزقك زوجة صالحة تقر بها عينك.
والله أعلم.