الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نوى في شعبان واعتمر في رمضان فهل عمرته رمضانية

السؤال

ما حكم من نوى العمرة في آخر شعبان ثم أداها في رمضان لأنهم أعلنوا دخوله ولم يصل. هل ستحسب له بشعبان أم برمضان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان هذا الرجل قد أحرم بالعمرة في أول ليلة من رمضان ولم يكن يدري أن الهلال قد رؤي فيرجى له إن شاء الله أن ينال أجر عمرة في رمضان لأن عمرته وقعت فيه، وأما إن كان أحرم بالعمرة في شعبان ثم أتمها في رمضان فالظاهر أنه لا يقع له ثواب عمرة في رمضان لكونه ابتدأها قبل دخول رمضان.

قال الشيخ العثيمين رحمه الله: والمعتمر في رمضان لا بد أن تكون عمرته من ابتداء الإحرام إلى انتهائه في رمضان، وبناء على ذلك نأخذ مثلاً آخر: لو أن رجلاً وصل إلى الميقات في آخر ساعة من شعبان، وأحرم بالعمرة ثم غربت الشمس ودخل رمضان بغروب الشمس، ثم قدم مكة، وطاف وسعى وقصر هل يقال: إنه اعتمر في رمضان؟ الجواب: لا، لأنه ابتدأ العمرة قبل دخول شهر رمضان. مثال ثالث: رجل أحرم بالعمرة قبل غروب الشمس من آخر يوم من رمضان، وطاف، وسعى للعمرة في ليلة العيد، فهل يقال: إنه اعتمر في رمضان؟ الجواب: لا، لأنه لم يعتمر في رمضان، لأنه أخرج جزءاً من العمرة عن رمضان، والعمرة في رمضان من ابتداء الإحرام إلى انتهائه. انتهى.

ومن العلماء من يرى أنه لو أحرم بالعمرة في آخر شعبان ووقع طوافه في أول ليلة من رمضان كان محصلاً لثواب العمرة في رمضان، وهو ما رجحه الشيخ محمد المختار الشنقيطي.

قال الشيخ ما لفظه: إذا ابتدأ الطواف بعد غروب الشمس من آخر يوم من شعبان، أي: ابتدأ الطواف في الليلة الأولى من رمضان فإنه معتمر في رمضان، لأن الركن الأعظم الطواف بالبيت والسعي، ومن أجله كانت العمرة، لأن العمرة من أجل أن يزور البيت، ومن هنا إذا وقعت زيارته للبيت واتبدأ طوافه بعد مغيب الشمس، فإنها عمرة رمضانية، وإن وقع ابتداؤه بالطواف قبل غروب الشمس فهي شعبانية، ولا تكون آخذة حكم العمرة في رمضان. انتهى.

وعلى كل ففضل الله واسع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني