الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصاب بالوسواس القهري لو طلق مرارا فهل يقع طلاقه

السؤال

أنا موسوس مريض بالوسواس القهري منذ عشر سنوات، وأتعالج منذ أربع سنوات، بعد ما تزوجت أصبح عندي شيء اسمه وسواس الطلاق فلم يكن عندي إرادة في أن أطلق أو لا أطلق، لو فكرت في الطلاق تصيبني وساوس كبيرة جدا وتسيطر علي لتجعلني معدوم الإرادة في التأجيل أو التطليق في الوقت الذي أحدده يعني لم تكن عندي الإرادة في أنني إذا شئت طلقت وإذا شئت أمسكت، ووسواس الطلاق يتمثل في كنايات الطلاق حتى جعلني أطرد زوجتي بنية الطلاق وكررت ذلك عدة مرات وهي لم ترض أن تذهب إلى أهلها على أساس أنني مريض، وكل ما سألني أحد عنها قلت لا أريدها أريد أن تذهب إلى أهلها، قبلها وسوس لي الشيطان أنني في ذات مرة تكلمت بكناية الطلاق فوسوس لي الشيطان أنني نويت طلاقا وأنا في قلبي كنت لا أريد وقوع الطلاق بهذا لكن من خوفي أنني يمكن أن أكون نويت أصررت على ذهابها إلى أهلها وأصبت بذعر وخوف شديد. فهل هذا طلاق وسواس وعلى ما اعتقد أنني قبل هذا قلت أرجعتك إلى عصمتي خمسين مرة من كثرة وسواسي واعتقادي أنها طلقت. فصرت بناء على هذا لا أريدها يمكن أن تكون قد طلقت ثلاث مرات وقلت ممكن أنها لا تجوز لي، وأصبحت حالتي النفسية سيئة جدا فذهب إلى مفتي الجامعة الإسلامية وقال لي أنت لا يقع لك طلاق حتى تشفى من مرضك، مع العلم أنني واع بكل ما حدث معي لكن كنت مجبرا عليه ولن أرتاح إلا بطردها ظنا أنها حرمت، وقلت في نفسي ترتاح منها ومن أهلها ومن الزواج كله المهم أنني لم يكن عندي إرادة الإمساك أو الطلاق يعني الشيء ليس على كيفي وخاطري. المهم الوسواس جعلني أنوي غصبا من كثرة وسواس كناية الطلاق والنية الملازمة معها والله لم أرتح من هذه الوسواس يوما حتى أذهبتني إلى شي أنا لم أعرفه أنا كنت معتقدا اعتقادا جازما أن الطلقات الثلاث ذهبت كلها وقلت لها يجب أن تذهبي إلى أهلك الآن ولن تعيشي معي بعد اليوم، وأيضا أنا لم أتكلم بذلك وأنا في كامل قواي العقلية ولا الارداة لا يوجد عندي مطلق الإرادة في هذا، أنا لم يكن عندي مطلق الإرادة لا أخفي أنني كنت أتمنى طلاقها لكن الوسواس لم يجعلني أتمهل في أي شيء، وما جعلني أرى هل أطلق أم أمسك ولا أعرف ما حصل معي أشياء كثيرة ولا أعرف هل تغير من الحكم شيئا أم لا والله لا أعرف شيئا وكأنني كنت أحلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله دفع هذا البلاء، فمن استعان بالله أعانه. وعليك بالرقية الشرعية، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري نرجو أن تطالع الفتوى رقم 3086.

وأما بشأن طلاق الموسوس الذي بلغ إلى مثل حالك، فإنه غير واقع، فلا تلفت لهذه الأوهام فإنها قد تجرك إلى أمور خطيرة وكبيرة.

قال الإمام الشافعي في كتاب الأم: يقع طلاق من لزمه فرض الصلاة والحدود، وذلك كل بالغ من الرجال غير مغلوب على عقله، لأنه إنما خوطب بالفرائض من بلغ... ومن غلب على عقله بفطرة خلقة أو حادث علة لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية لم يلزمه الطلاق ولا الصلاة ولا الحدود، وذلك مثل المعتوه والمجنون والموسوس والمبرسم، وكل ذي مرض يغلب على عقله ما كان مغلوباً على عقله، فإن ثاب إليه عقله فطلق في حاله تلك أو أتى حداً أقيم عليه ولزمته الفرائض، وكذلك المجنون يجن ويفيق، فإذا طلق في حال جنونه لم يلزمه، وإذا طلق في حال إفاقته لزمه.اهـ.

وللفائدة انظر الفتوى رقم: 105435.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني