الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في خروج المذي هل يلتفت إليه

السؤال

فضيلة الشيخ، أنا فتى بالغ في 14 من عمري، أعاني من مشكلة الشك في خروج المذي، فأنا دائما أحاول قصارى جهدي غض البصر، ولكن إن لمحت امرأة غير محجبة فغضضت بصري أشك، ولكن لا أستطيع التأكد إلا في المكان الخالي طبعا كما في البيت، وأحيانا تأتي في نفسي دون إرادة أو حتى كرهي صور حرام (مع شدة مقاومتي لها)تسبب نزوله كما أظن فأشعر بشيء يخرج فأنظر فلا أرى شيئا!
يحدث هذا كثيرا في اليوم، فأصبحت أخاف حين الذهاب خارج البيت ولم أصل بعد مثلا إذا كنت ذاهبا للصلاة في الجامع ورأيت شيئا من هذا في الطريق أو شيئا مشابها حدث ماذا أفعل؟ كيف أتأكد؟
بعد فترة سيصبح أذان العصر وقت الانصراف من الثانوية، أنا مضطر للصلاة في الثانوية ماذا لو شككت لحدوث أمر كرؤية أو الظن بأنني قد تلذذت بشيء وأنا أكرهه لكني أراه أمامي؟ كيف اصلي إذا .
وأنا مع أنني لم أر المذي إلا مرة كما أظن حيث حدث تلذذ شديد، وأستغفر الله، فرأيت قطرة كالماء لا لون لها لذلك كلما شككت ثم لم أتفحص لسبب ما بعد وقت بالطبع. إما النضح أو التبديل للملابس الداخلية ولكن هل من الضروري نضح البنطال، فأنا أرى ذلك محرجا إذا اضطررت للباسه بعد نضحه. كما أنني حين يحدث تلذذ غير إرادي أي دون قصدي أحس بتمدد الذكر مع صلابته، ولكن لا أرى شيئا يخرج، فأشك إذا كان داخله ليخرج حين يتقلص. فهل تمدده يعني شيئا من نقض الوضوء أو نجاسة أو تطهير؟
سيدي أرجوك أجب عن الأسئلة عامة، والسؤالين في المدرسة والجامع أو إذا كنت خارج البيت بين صلاتين خاصة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك التثبيت والهداية، ثم اعلم أن الوضوء لا ينتقض بمجرد الشك، فقد شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا، متفق عليه.

ومن ثم فإذا شككت في خروج المذي حيث كنت سواء كنت في المدرسة أو غيرها فلا تلتفت إلى هذا الشك وابن على الأصل وهو بقاء الطهارة حتى يحصل لك اليقين بخروجه، وبخاصة مع كثرة الشكوك التي أنت مبتلى بها والتي تقرب من الوسوسة. قال الشيخ ابن باز رحمه الله فيمن شك في خروج المذي: وما دام عندك شك ولو قليلاً ولو واحد في المائة لا تلتفت إلى هذا الشيء، واحمله على الوهم وأنه ليس بصحيح. انتهى.

فإذا تحققت من خروج المذي فحينئذ عليك أن تطهر بدنك وثيابك منه وتتوضأ للصلاة، ولا يلزمك تغيير ثيابك، وإنما يكفيك نضح ما أصابه المذي بالماء حيث تعلم أن المذي قد أصابها، ولا يلزمك نضح الثياب الخارجية، وإنما تنضح من الثياب ما أصابه المذي، وانظر لبيان كيفية تطهير المذي الفتوى رقم: 50657، ومجرد الإحساس بالشهوة وانتصاب الذكر ليس ناقضا للوضوء حتى يحصل اليقين بخروج ما ينتقض به الوضوء. وانظر الفتوى رقم: 43722 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني