الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداء العبادة باستثقال وضجر ينقص من الأجر

السؤال

توسوس لي نفسي التململ من رمضان والصيام والقيام ، هل هذا يُبطِل الأجر ؟ بمعنى قد أقول يا ما أطول رمضان، ليته ينتهي حتى نرتاح قليلاً. هل هذا حرام ويبطل الأجر؟ أم يكفي ترك هذه الوساوس والحمد لله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأداء العبادة بطيب نفس وانشراح صدر مما يستوجب به صاحبه كمال الأجر، والتململ والتضجر من العبادة ينافي ما ذكرناه، فيفوت العبد على نفسه من الأجر بقدر ما حصل له من ضيق الصدر بالعبادة وعدم الإقبال عليها، ولهذا عد العلماء من معنى الاحتساب أن يؤدي الصيام والقيام غير مستثقل لهما ولا متبرم بهما.

قال الحافظ في الفتح: والمراد بالإيمان الاعتقاد بحق فرضية صومه ، وبالاحتساب طلب الثواب من الله تعالى وقال الخطابي : احتسابا أي عزيمة ، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه. انتهى.

وأما مجرد الوساوس التي يلقيها الشيطان في القلب، فإنها لا تضر العبد إذا كان يؤدي العبادة والأصل عنده أنه طيب النفس منشرح الصدر، فإن الوساوس لا يكاد يخلو عنها أحد، لكن على العبد أن يجاهد هذه الوساوس، ويسعى في صرفها لئلا تقوى وتستحكم، وما دام مدافعا لها باذلا وسعه في تحقيق الصوم والقيام إيمانا واحتسابا فإن الله تعالى لا يضيع أجره ولا يذهب ثوابه.

وليعلم أن هذا الالتذاذ بالطاعة والأنس بها والرغبة فيها وعدم استثقالها لا يحصل إلا بالمجاهدة، فمتى صدقت المجاهدة من العبد وفقه الله لأن يؤدي الحق سماحة لا كظما وطواعية لا كرها، فيكون التذاذه بالطاعة وفرحه بها أعظم فرح والتذاذ، وقد بسطنا القول في هذه المسألة في الفتوى رقم: 139680، فلتراجع للأهمية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني