الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بديع فقه ابن المبارك في شأن المبتلى بالوسوسة

السؤال

الله يبارك فيكم وفي موقعكم الطيب اللهم آمين, شيخنا الفاضل: أرجو النظر في سؤالي بحجم ما أعانيه: عندي وساوس قهرية في الوضوء والطهارة، وباختصار: أتوضأ للصلاة وأثناء الوضوء، أو الصلاة أشعر بخروج ريح، وحينما أتبع ما قاله الشيخ ابن المبارك: فما لم يحصل لك يقين تحلف عليه بأنه قد خرج منك شيء فعليك أن تسد باب الوسوسة. أعرض نفسي على هذه الفتوى, فلا أستطيع أن أحلف أنه خرج مني شيء ولكن المشكلة التي تواجهني ـ رغم ما أفعله من الأخذ بهذه الفتوى ـ أنني أقول لنفسي حينما أشعر بأنني أحدثت أنتظر حتى أشم رائحة, ونظرا إلى أن الخارج مني من حدث قليل جدا أظل أستنشق الهواء الموجود في المكان حتى أتأكد، وفي بعض الأحيان أحدث ولكن لا أقدر أن أحلف بأن وضوئي قد انتقض، كما قال شيخنا ابن المبارك, فما لم يحصل لك يقين تحلف عليه بأنه قد خرج منك شيء فعليك أن تسد باب الوسوسة.
ومع كل هذا، لو قمت للصلاة وأنا على حالي دون أن أعيد الوضوء, وسألت نفسي سؤالا: هل تصلي وأنت محدث؟ أقول لا, أسألك بالله أن تجيبني فإنني في هم لا يعلمه إلا ربي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأثر المذكور المنسوب لابن المبارك ـ رحمه الله ـ قد ذكره الترمذي عنه في جامعه، قال أبو عيسى ـ رحمه الله: وقال عبد الله ابن المبارك: إذا شك في الحدث، فإنه لا يجب عليه الوضوء حتى يستيقن استيقانا يقدر أن يحلف عليه. انتهى.

وهذا من بديع فقه ابن المبارك، وإذا كان هذا الحكم في حق كل أحد فأولى الناس أن يعمل به ويسير على وفقه هو من كان مبتلى بالوسوسة، فإن الاسترسال مع الوساوس والانسياق وراءها من أعظم ما يجلب الشر على العبد ويفسد عليه دينه ودنياه، ومن ثم، فالذي ننصحك به هو أن تعض على هذه النصيحة بالنواجذ حتى يعافيك الله تعالى من هذا الداء، فمهما شككت في أنك قد أحدثت فلا تعد الوضوء ـ سواء كثر هذا الشك أو قل ـ ولا مسوغ لما تفعله من شم الهواء الموجود بالمكان على هذا الوجه المتكلف، فإنه من قبيل هذه الوساوس التي أنت مبتلى بها، فأعرض عنها ولا تعرها اهتماما حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تقدر أن تحلف عليه أنه قد خرج منك ما يوجب إعادة الوضوء، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وراجع الفتويين رقم: 134196، ورقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني