الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب القضاء بخروج المني بتكرار النظر

السؤال

أفتوني والله إني في هم لا يعلمة إلا الله، أنا كنت ملتزمة دينياً وأهتم بعمل السرائر كثيراً ولكن للأسف تغيري حالي في منتصف رمضان عند ما شاهدت مقطعا إباحيا، أصبحت مدمنة للإباحيات وقد شاهدت صور إباحية في نهار رمضان ولكن لم أمارس العادة، وأنا غالبا إذا شاهدت شيئا ينزل مني ولكن ليس بلذة، وقد حصل لي ذلك واغتسلت وصليت واستغفرت الله ثم عدت لها، والآن بعد رمضان أشاهدها ثم أستغفر الله وأصلي الليل وأبكي ولكن في النهار أرجع لحالي حتى أصبح قلبي الآن ليس كما كان عليه سابقاً في الخشية والخشوع.. ساعدوني كيف أنقذ نفسي وأتخلص من هذه الأشياء، وهل الأيام التي شاهدت فيها الإباحيات يلزم علي قضاؤها وما الحكم لو مارست العادة السرية كذلك هل يلزمني القضاء. فأفتوني مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أيتها الأخت أن ترجعي لما كنت عليه من الاستقامة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الحور بعد الكور، أي من الرجوع عن الطاعة بعد الكون عليها، وعليك أن تتوبي إلى الله تعالى من إطلاق البصر لما لا يحل، فإن إطلاق البصر من أعظم مفسدات القلب، وغض البصر من أسباب صلاح القلب وإطلاق نور البصيرة، واستحضري عظمة الله تعالى ومراقبته لك واطلاعه عليك، واعلمي أن نظره إليك أسبق من نظرك إلى هذه المنكرات فاستحيي منه تعالى أن يراك على ما لا يحب، وأكثري من التفكر في الموت والموقف بين يدي الله تعالى، فإن إدمان الفكر في ذلك مما يورث القلب خوفاً من الله تعالى ورقة باعثة على ترك المعاصي، واجتهدي في الدعاء بأن يثبت الله قلبك على دينه ويصرف قلبك إلى طاعته فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، وأكثري من الذكر وتلاوة القرآن والزمي صحبة الصالحات من أخواتك اللاتي يذكرنك بالله تعالى وينبهنك إذا غفلت وجانبي صحبة رفقاء السوء فإنها من أعظم أسباب الشر. واحرصي على شغل وقتك بالمفيد النافع في أمر دينك ودنياك. نسأل الله تعالى أن يصرف عنك السوء بمنه وفضله.

وأما ما سألت عنه فإن تعمد الاستمناء في نهار رمضان من المفطرات، وفي فساد الصوم بخروج المني بتكرار النظر خلاف بين العلماء والأحوط قضاء تلك الأيام خروجاً من الخلاف. وراجعي لبيان أحوال خروج المني وأثرها على الصوم الفتوى رقم:127123 . هذا إذا كان الخارج منك هو المني، أما إن كان الخارج مذياً فقد بينا حكم ذلك في الفتوى رقم: 73114 فراجعيها، ولمعرفة الفرق بين المني والمذي انظري الفتوى رقم: 4036.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني