الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تخلص التائب من تبعات الأموال الحرام

السؤال

سؤالي هو: تبت إلي الله سبحانه وتعالي وأريد أن أرد المظالم إلي أصحابها وهم أُناس كثر وكلهم أخذت منهم مالا بغير حق، منهم من أقرضني ولم أرد له، ومنهم من ائتمني على شراء شيء ولم أفعل وانتفعت بالمال علما أن البعض منهم قد مرت عليه 15 سنة أو أكثر. فهل أردها بنفس قيمتها السابقة أفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئاً لك السعي للتوبة والحرص على التخلص من تبعة هذه الأموال الحرام، ولا شك أنه لا بد للتائب من ذلك أن يرد الحقوق إلى أصحابها، فالواجب عليك الاجتهاد في هذا السبيل، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 23698.

واعلم أن هذه الحقوق لا تسقط بالتقادم كما هو مبين في الفتوى رقم: 80357. ثم اعلم أن هذا الرد إنما يكون بمثلها يوم سرقتها أو غصبها، من عملة البلد الذي حصلت فيه السرقة أو الغصب، ولا يجب عليك غير ذلك.. وإن تفاوت السعر كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 140587 وما أحيل عليه فيها.

وكذلك الحال في ما عليك من الديون، فالمقترض لا يلزمه أن يرد قيمتها، سواء انخفضت القيمة أو زادت، بل يلزمه رد مثل ما اقترض، فالعبرة في وفاء الديون بالمثل لا القيمة، وهذا ما عليه جمهور العلماء، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 34725، والفتوى رقم: 107748.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني