الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تخصيص يوم عاشوراء بالذبح بنية الصدقة

السؤال

هل يجوز ذبح بقرتين في يوم عاشوراء بنية التصدق على الفقراء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتخصيص يوم عاشوراء بذبح الحيوان فيه، أو غير ذلك من الإطعام من البدع المنكرة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من صحابته ولا صح فعلها ولا الأمر بها عن أحد من السلف الكرام، أو الأئمة المتبوعين, يقول ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ عند حديثه عن يوم عاشوراء: والصحيح أنه يستحب لمن صامه أن يصوم معه التاسع، لأن هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله: لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع مع العاشر ـ كما جاء ذلك مفسرا في بعض طرق الحديث، فهذا الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما سائر الأمور: مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة ـ إما حبوب، وإما غير حبوب ـ أو في تجديد لباس، أو توسيع نفقة، أو اشتراء حوائج العام ذلك اليوم، أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به، أو قصد الذبح، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب، أو الاكتحال، أو الاختضاب، أو الاغتسال، أو التصافح، أو التزاور، أو زيارة المساجد والمشاهد ونحو ذلك، فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين ـ لا مالك ولا الثوري ولا الليث بن سعد ولا أبو حنيفة ولا الأوزاعي ولا الشافعي ولا أحمد بن حنبل ولا إسحاق بن راهويه ولا أمثال هؤلاء من أئمة المسلمين وعلماء المسلمين.

ومثل هذه البدع ينبغي محاربتها والزجر عنها، كما بيناه في الفتوى رقم: 7466

ومن أراد الذبح بنية الصدقة على المسلمين فعنده متسع من الأوقات في باقي أيام السنة.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني