السؤال
هل هذا الحديث صحيح؟ ومن أخرجه؟ إن لله ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فليناد يا عباد الله أغيثوني! وكيف نوفق بينه ـ إذا كان صحيحاً ـ وبين حديث: وإذا سألت فاسأل الله؟.
هل هذا الحديث صحيح؟ ومن أخرجه؟ إن لله ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فليناد يا عباد الله أغيثوني! وكيف نوفق بينه ـ إذا كان صحيحاً ـ وبين حديث: وإذا سألت فاسأل الله؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا ضعف الحديث المذكور في الفتوى رقم: 7775.
وأما حديث: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. فهو حديث صحيح رواه الترمذي وأحمد بإسنادٍ صحيح، كما قال الأرناؤط.وما دل عليه هذا الحديث وغيره من النصوص الدالة على سؤال الله تعالى وعدم سؤال المخلوق، إنما هو فيما لا يقدر عليه إلا الله وهو أمر لا معارض له من النصوص، فالاستغاثة دعاء، والدعاء عبادة، والعبادة صرفها لغير الله شرك، كما قال سبحانه وتعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {يونس: 106-107}.
وقال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ.{الأحقاف: 5}.
وقال: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ. {فاطر: 14ـ 13}.
وفي الحديث: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله. رواه الطبراني، وصححه الألباني ، وقد أخبر الله تعالى أن المشركين يدعون معه غيره في حال الرخاء، ويخلصون له الدعاء في حال الشدة فقال: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ.{العنكبوت: 65}.
وقال تعالى: ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ*ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ.
{النحل: 53ـ 54} ، وقال تعالى: وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا.{الإسراء: 67}.
وإذا حكم الله بتخطئة المشركين في شركهم عند الرخاء وإخلاصهم الدعاء لله في حال الشدة، فمن باب أولى أن يذم ويخطأ من يشرك بالله ويستغيث به في حال الشدة ـ أعاذنا الله من الشرك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني