السؤال
أرجوا منكم ـ أيها الأفاضل ـ إرشادي وتوجيهي والدعاء لي، فأبي ـ سامحه الله ـ يفرق بيننا في محبته لسبب واحد وهو تباين الألوان، فمن كانت من ذوات البشرة السمرة ـ القمحي ـ فإنه يظن أنها كما نقول بالعامي نذلة لا تحب إلا مصلحتها ويقوم بتعييرها بخلقتها بقوله: السوداء ـ مع أنها سمراء وليست سوداء، والفتاة بيضاء البشرة يحبها ويتوقع أنها لا تخطئ وأنها مثل أمه فهي طيبة ومن خيرة الناس ولا تظلم ولا تفعل المنكرات وما شابه ذلك وإننا من النوع الأول وقد عانيت كثيراً وقاسيت كل أنواع الضرب والعذاب بسبب شيء لا ذنب لي فيه حتى إنني عندما أرى أختي الصغيرة تمر بما مررت به أحس بالضيق وأبكي لذكري أنها هي نفس مواقفي ومع أن أبي أسمر البشرة جداً جداً، إلا أننا لم نصل لدرجة سمرة لونه ومع ذلك فهو يرى نفسه جميلا ووسيما وأبيض اللون ولا يرضى أن ينتقده أحد وكذلك يرى أولاده الذكور، أما نحن الإناث اللاتي قال الله عنا: أومن ينشؤ في الحلية ـ واللاتي تتغير مشاعرنا لأدنى شيء فهو يقوم بالتفرقة بيننا وإثارة المشاعر السيئة في نفوسنا ولا أخفيكم علماً أن أبي يفهم أموراً كثيرة في الشريعة الإسلامية، ولكن ما زالت حالتنا على ما هي عليه وفي حقيقة الأمر عندما كنت طفلة صغيرة كنت أحبه بالرغم من كل ما يفعله معي حتى إنني كنت شبه يومياً أُضرب ويقطع كلامي ولا يحب مني ضحكة واحدة ومع ذلك كنت أحبه وأراه أفضل الناس وعندما وصلت لسن الخامسة عشر كنت أدعوا الله أن يجعل موتي مع موته حتى لئلا أبكي عليه، ومن شدة حبي له لم أكن أريد فقده والآن وبعد أن أصبحت شابة 22 سنة انقلبت كل مشاعري ولم أعد أحتمل كل ما حدث لي حتى إنني أفكر في تغيير لون بشرتي ولا أعلم هل يجوز في مثل حالتي أم لا؟ وأنا الآن أعاني من حالة نفسية هي خوف شديد لم أعد أريد أحداً أن يصف شكلي وحتى الزواج لا أريده ولا أريد أن تعاد لي الكرة مرة أخرى مع شخص آخر حتى إنني أصبحت اُفكر أن والدي السبب في كل ما يجري لي من خوف ورعب وقد دعوت على نفسي مراراً أن أموت وأبتعد عن هذه الحياه التي سببت لي الكثير من المتاعب وأنا الآن معيدة في جامعتي ومع أنني لم أبدأ التدريس إلا أنني أتعالج من الخوف الذي طُرح في قلبي ولم أعد أطيق من والدي كلمة واحدة ، أرجوكم ماذا أفعل؟ وهل ما فعله والدي جائز؟ وهل يحاسب الأب إذا فرق بين أولاده؟ وهل يجوز لي تغيير لون بشرتي؟.
أرجوكم إفادتي.