الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسي الدعاء عند الجماع.. فهل يكون ولده عاقا

السؤال

معتاد عند مجامعة زوجتي أن أقول الدعاء: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ـ حتى في الحالات التي نكون فيها نخطط لعدم الإنجاب، ولكنني أحيانا أنسى وللأسف في اليوم الذي كنا نخطط ليحدث الجماع من أجل الحمل لا أدري هل نسيت أن أقول الدعاء أم لا؟ ومن يومها وأنا خائف أن يأتيني ولد، أو بنت عاق، أو أخلاقه سيئة، أو ما إلى ذلك، لأنني ربما أكون قد نسيت الدعاء، علماً بأنني أحافظ باستمرار على أذكار الصباح والمساء وكنت متوضئا، لكنني خائف إلى درجة أنني أتمنى أحيانا إن كان هناك حمل أن يسقط، أفيدوني أفادكم الله، فهل من نسي الدعاء يأتيه ولد سيء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مسوغ لهذا القلق الذي تشعر به، فإن الأمر أهون من ذلك بكثير، وهذا الدعاء مستحب لا واجب، فمن تركه ولو عمدا لم يكن عليه جناح، ولا يلزم من ترك هذا الدعاء أن يكون الولد عاقا، أو سيئ الأخلاق، فإن هذا الدعاء وإن كان سببا ـ بإذن الله ـ في حصول البركة في الولد وتجنيبه ضرر الشيطان فليس هو السبب الوحيد لذلك، بل هناك أسباب أخرى كثيرة كفيلة ـ بإذن الله ـ في حصول البركة في الولد، ومن أهمها الدعاء له بالهداية والصلاح كما أخبر الله عن عباده بأن من دعائهم: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان: 74ْ}.

ومن أهم هذه الأسباب كذلك تعاهده بالتربية الحسنة والتأديب والإصلاح والتنشئة على الأخلاق الفاضلة والعقائد الصحيحة امتثالا لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون {التحريم: 6 }.

وليتوكل العبد على ربه وليعلق قلبه به في تحصيل الخير ودفع الشر، فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني