السؤال
أنا لا أدري من أين أبدأ، ولكني في ضيق شديد وأريد معرفة الحقيقة، أنا عندي وساوس كفرية شديدة وحضرتكم كنتم قلتم لي رأيا لابن حزم على ما أظن فيما معناه أن الوساوس الكفرية ما دام لم يحصلها الموسوس لا يحاسب عليها
وأنا لا أدري والله الذي أفكر فيه بقصد أم أني لا أقصده فهل أصبح به كافرا أم لا؟ وسمعت الشيخ أبا إسحاق يقول ما دام لم ينشرح الصدر للوساوس فلا تخف منها، فهل لو القلب انشرح أصير كافرا أيضا؟ وكيف أجمع بين كلام ابن حزم وكلام الشيخ أبي إسحاق وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به) أو كما قال سيدنا محمد
أنا أريد أعرف الحقيقية لو أنا فكرت في هذا الكلام قاصدا أصير كافرا أم لا؟ ولو صدري انشرح للوساوس أصير كافرا أم لا؟ قل لي الحقيقة حتى لو فيها كفر بالله عليك، وردوا علي بسرعة بالله عليكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به أيها الأخ الكريم هو أن تعرض عن هذه الوساوس جملة، وألا تلتفت إلى شيء منها، واجتهد في مجاهدتها والإعراض عنها، وإذا ألقى الشيطان شيئا منها في قلبك فتعوذ بالله من شره، واعلم أن هذه الوساوس من مكايد الشيطان وحبائله يريد بها أن يصدك عن الحق ويكدر عليك عيشك.
فأقبل على الله واجتهد في العبادة، واعلم أن هذه الوساوس لا تضرك إن شاء الله ما دمت كارها لها كما يعلم من سؤالك، ولا يوسوسن لك الشيطان بأنك ربما كنت منشرح الصدر بها وأنت لا تشعر، بل أنت والحمد لله مسلم صحيح الإسلام فلا تشك في هذه الحقيقة طرفة عين، وكراهتك لهذه الوساوس والتي حملتك على أن كتبت هذا السؤال دليل على صدق إيمانك وصحة يقينك إن شاء الله، وقد شكا الصحابة رضي الله عنهم أمثال هذه الوساوس للنبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم بأن كراهتهم لها ونفورهم منها هو صريح الإيمان، ولا تعارض بين الكلام الذي نسبته لابن حزم والكلام المذكور عن الشيخ الحويني، فإن أهل العلم متفقون على أن الوساوس لا تضر صاحبها إذا كان كارها لها نافرا منها، ومن رحمة الله بعباده أن تجاوز لهم ما حدثت به صدورهم ما لم يعملوا أو يتكلموا، فليطمئن قلبك، ولتهدأ نفسك، ولتشتغل بما ينفعك في أمر دينك ودنياك.
نسأل الله لك العافية، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 144453، 141048، 139839، 138019، 137177.
والله أعلم.