السؤال
منذ شهرين أوثلاثة وفي الصلاة في رمضان دعوت الله أن يوهمني بالمرض، لأنني لا أستطيع أبداً أن أنتظم في الصلاة على أساس أن الله إن وهمني سأصلي وأنتظم وبعدها لم أنتظم وشعرت بأن عندي القلب ودخلت في هذا الوهم وبعد عمل الأشعة أطمأننت، وبعدها شعرت بصداع في رأسي وهو مستمر منذ شهر في جانب واحد والأعراض تخيفني وتؤكد لي أنه مرض خطير, وابتدأت في الانتظام في الصلاة ولكن لا يزول الوهم وأدعو الله ليل نهار أن يزول، لأنني طالب ويمنعني التفكير في المرض من المذاكرة مع العلم أنني متفوق جداً, ومن اليأس تركت الصلاة مجددا لعدة أيام، ولكنني أنوي العودة لها، وسؤالي هو: هل يمكن أن يكون الله استجاب دعوتي ويوهمني بهذه الطريقة؟ مع العلم أن الصداع شديد جداً وإن كان وهما فكيف أستطيع أن أجعل الله يبعده عني؟ والله لو أبعد الله عني الوهم لأنتظم في الصلاة والمذاكرة وتسعد أيامي بعد أن أصبحت كئيبة جداً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعاء الإنسان على نفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم. أخرجه أبو داود.
وعلى ذلك، فإن ما فعلته من الدعاء على نفسك أن تصاب بهذا البلاء مخالف للأمر النبوي، ثم اعلم أن السبيل القويم في حمل النفس على ملازمة التقوى والأعمال الصالحة لا يكون بمثل هذا المسلك المخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولعلك قد لاحظت أن هذا لم يجن عليك إلا الشر في دينك بترك الصلاة وفي دنياك بترك المذاكرة وطلب العلم وهذا غير مستغرب، فقد قال الله جل وعلا: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { النور:63}.
ولا سبيل إلى الجزم بكون ما أصابك نتيجة استجابة دعائك، ولكن الذي ننصحك به هو أن تكثر من الدعاء أن يعافيك الله وأن يصرف عنك السوء، ثم عليك أن تأخذ بأسباب دفع هذا المرض من التداوي بالطرق المشروعة ويجب عليك أن تقضي الصلوات التي تركتها، وراجع الفتوى رقم: 147263.
والله أعلم.