الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قطع الصلاة وتأخيرها بسبب الوسواس

السؤال

شخص فيه وسواس بالصلاة مما يجعله يقطعها كثيراً، وكذلك كثيراً ما يصليها بعد انتهاء وقتها بساعات طويلة بسبب هذا المرض. وهو يود أن يصليها في وقتها لكن لم يستطع.
فهل عليه إثم إذا لم يستطع وصلاها بعد انقضاء وقتها وربما تطوف صلاتان أو أكثر في نفس اليوم؟
وهل هو آثم على قطعه الصلاة؟
ولقد قرأت كثيراً عن علاج الوسواس في موقعكم و غيره واستشرت الأطباء وإنني أحاول أن أقضي على المرض وأبذل قصارى جهدي.
وأدعو الله من قلبي أن يشفينا و يشفي جميع المسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوقوع المرء في الإثم أو عدم قوعه فيه هما فرعان عن تكليفه، ومن شروط التكليف العقل والاختيار، فمن لم يكن يعقل ما يصدر عنه من أفعال أو لم يكن له اختيار في صدورها عنه لم يكن مكلفا. وبالتالي لم يكن آثما فيما يفعله أو يتركه، ومن كان بخلاف ذلك كان مكلفا، وبالتالي كان مؤخذا بأفعاله أو تركه.
ويجب على الموسوس الذي لم تصل به الوسوسة إلى حد الجنون، ولم تبلغ به المبلغ الذي يفقد معه اختياره أن يحافظ على أداء الصلاة في وقتها، وإذا أخرها أو قطعها لغير عذر فإنه يأثم وتلزمه التوبة إلى الله تعالى، وقد بينا في فتاوانا مرارا وتكرارا أن الوسواس من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي إن استسلم العبد لها كدرت صفو حياته ونغصت عليه عيشه وأفسدت عليه دينه ودنياه.

وأن أفضل علاج لهذه الوساوس هو الاستعانة بالله تعالى ثم الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها ولا الاكتراث بها البتة، فلا يجوز للموسوس أن يستسلم لوسوسته ويقطع الصلاة أو يؤخرها عن وقتها المحدد لها شرعا، ومن قطع الصلاة أو أخرها لأجل وسوسته فقد صار ألعوبة بيد الشيطان والعياذ بالله .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني