الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شراء الحسنات.. رؤية شرعية

السؤال

هل الأغنياء يشترون الحسنات بأموالهم؟ بمعنى أني أريد أن أعمل الكثير من الخير لنفسي والصدقات الجارية لوالدي.ولكني لا أملك ما يكفي من المال لتحقيق هذه الأحلام. فلو كنت غنية لفعلت وكسبت الثواب لكني أحرم من ذلك بسبب عدم الغنى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان قصدك بشراء الحسنات بالمال: الصدقة على الفقراء والمساكين وبذل المال في وجوه الخير لنيل الحسنات. فلا شك أن هذا مشروع ومرغب فيه، فقد قال تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. {البقرة:261}.

وفي الحديث: ذهب أهل الدثور بالأجور. متفق عليه.

وإذا صدقت نيتك في إرادة التصدق على الفقراء والمساكين وفعل الخير، فإن الله سبحانه وتعالى يكتب لك أجر ما نويت بفضله وكرمه، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو ونيته فأجرهما سواء. الحديث رواه الترمذي وغيره.

وأما إن كان قصدك بشراء الحسنات بذل المال لمن عمل عملا صالحا في مقابل حسناته وعوضا عنها لتنتقل للمشتري، فإنه لا يصح للأغنياء ولا لغيرهم شراء الحسنات، لما في ذلك من الجهالة والغرر فعددها وقبولها عند الله تعالى من الأمور الغيبية، فقد روى ابن عبد البر في التمهيد أن ابن عمر ـ ضي الله عنهما ـ قال لابنه: لو علمت أن الله تقبل مني سجدة واحدة، أو صدقة درهم واحد لم يكن غائب أحب إلي من الموت، أتدري ممن يتقبل الله؟ إنما يتقبل الله من المتقين ـ وكان بعض الصالحين يقول: طوبى لمن تقبلت منه صلاة واحدة.

وقال القلاوي الشنقيطي في جمع النوازل:

وما شراء الحسنات حلاّ * وهكذا أجر المصاب حلاّ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني