السؤال
في مجتمعي يوجد العديدون المقربون (أقارب - أشخاص في العمل) ممن يهوون التدخل في شؤون الآخرين الخاصة بالإضافة إلى الحسد، وذلك يضايقني بشدة ولا أريد أن أرد عليهم بكلمات ستفسد أي علاقة طيبة بيني وبينهم. فهل يجوز الكذب على من يتدخل في شؤوني الخاصة منعاً لحسدهم ومنعاً لمناقشتهم لي في هذا الشأن؟جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا تحقق أو غلب على الظن كون الشخص حاسدا جاز الكذب عليه لدفع ضرره، والأولى التحرز من الكذب ما أمكن واستعمال المعاريض ففيها مندوحة عن الكذب.
قال النووي رحمه الله: الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب، ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا، وإن كان واجبا كان الكذب واجبا. انتهى .
وإذا لم تخشي ضررا فلا ينبغي الإقدام على تعمد الكذب، بل استعملي المعاريض ما أمكن كما مر، أو امتنعي عن إجابة السائل عما لا يعنيه بطريق لا تقعين بها في حرج بأن تحولي الحديث إلى موضوع آخر أو نحو ذلك، ولتنظري الفتوى رقم : 37533، 67597. وما أحيل عليه فيها.
وينبغي مناصحة من يتدخل فيما لا يعنيه بلين ورفق حتى يترك هذه العادة المذمومة، ويشتغل بنفسه فهو أولى له وأحمد عاقبة.
والله أعلم.