الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عدم التوفيق يكون بسبب معصية سابقة تاب منها

السؤال

أنا شاب وقد فعلت العادة السرية لمدة 11 سنة وتبت توبة منذ ثلاث سنوات ـ أحسبها نصوحة بإذن الله ـ والسؤل: هل ما يحدث الآن من استهزاء الناس بي - استحقار الناس لي - وعدم توفيقي في الزواج والتعامل مع الناس وعدم تثبيتي في العمل من فعلي لهذه العادة القبيحة سابقاً؟ أرجو دلالتي على الطريق المستقيم؟ وفقكم الله في تعليم وإرشاد الناس لأمور دينهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك الثبات على طريق التوبة وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يغفر لك ما أسلفت، واعلم أن التوفيق بيد الله سبحانه، وله أسباب سبق بيانها في الفتوى رقم: 22052.

وما دمت قد تبت إلى الله سبحانه فنرجو أن يكون الله سبحانه قد تقبل توبتك فإنه سبحانه وعد بقبول التائبين فقال: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ { الشورى: 25 }.

وأما ما تشكو منه من قلة التوفيق ومن أمور أخرى فقد يكون راجعاً إلى أسباب أخرى غير هذا السبب الذي ذكرته، ولذا فالواجب عليك أن تراجع تفريطك في جنب الله سبحانه فلعل ذلك لتقصير منك، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

وراجع للفائدة الفتوى رقم:4188.

كما عليك أن تبذل الأسباب الموصلة إلى هذه الأهداف فلعل ما تجده من عدم التوفيق في الزواج والعمل ونحو ذلك إنما هو من التفريط في الأخذ بالأسباب والاجتهاد في تحصيل المقصود، ونسأل الله تعالى أن ييسر أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني