الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدلة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم لا تحصى ولا تعد

السؤال

يا شيخ أنا تأتيني وساوس عن الدين لدرجة أن الشيطان يجعلني أوسوس: هل ديني صحيح، أو هل القرآن محرف، ويقول لي أيضا لماذا المسيحيون يعبدون عيسى يمكن أن ديانتهم صحيحة؟ فأرُد على نفسي وأحاول أن أقنعها لكن دون فائدة. فالسؤال يتكرر في ذهني أكثر من مرة. فأرجو من سماحتكم الإجابة على هذا السؤال، ولا تحيلوني إلى فتاوى أخرى. وهل هذه الوساوس من نفسي أم من الشيطان، وأنا متضايق من هذه الأفكار صراحة؛ لأنه يا شيخ ضاقت نفسي من كثرة التفكير؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما هذه الوساوس فلا تضرك إذا كنت كارهاً لها نافراً منها، بل كراهتك لها دليل على صدق إيمانك إن شاء الله، وانظر الفتوى رقم: 147101 وما أحيل عليه فيها.

وأما أدلة صحة دين الإسلام، وكونه دين الله الحق، فأمر لا يشك فيه ذو عقل، فإن كل دليل يمكن للنصراني أو اليهودي أن يستدل به على صحة دينه، فإن الاستدلال به على صحة نبوة نبيناً صلى الله عليه وسلم أظهر وأبين، بل لا يمكن لغير المسلمين أن يثبتوا صحة نبوة أنبيائهم من طريق صحيح يوثق به إلا من طريق أهل الإسلام، وقد شهدت بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة نبوته معجزاته الكثيرة التي أيده الله بها وأظهرها هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولقد تحدى الله العرب وهم فرسان البيان وأساطين الفصاحة أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله فعجزوا جميعاً على كثرتهم، وما زال التحدي قائماً.

ودل على صدقه صلى الله عليه وسلم إخباره بالمغيبات، فوقعت كما أخبر به سواء بسواء، وإخباره بأنباء الماضين وأخبار الغابرين على وفق ما عند أهل الكتاب، وهو الأمي الذي لم يقرأ كتاباً ولا خطه بيمينه صلى الله عليه وسلم، ناهيك عن صحة ما دعا إليه وموافقته للعقل السليم والفطرة الصحيحة، وبسط هذه المعاني يطول جداً، فاحمد الله أن هداك لهذا الدين العظيم فهذا فضله منَّ عليك به، وادرأ في نحر الشيطان ولا تستسلم لوساوسه فإنه يريد بك الشر، أعاذنا الله وإياك من الشيطان الرجيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني