الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل التخلص من الفوائد الربوية

السؤال

بعد وفاة الوالد رحمه الله وجدنا أن لديه حسابي توفير بالدولار في بنك ربوي ، اتفقت مع إخوتي على أن نغلق الحساب، ونبقي أصل المبلغ المدخر ليوزع في التركة، ونتبرع بالباقي للأعمال الخيرية، مع العلم بأن بعض إخوتي عليهم قروض ربوية لبنوك، والبعض الآخر عليهم قروض من أشخاص بدون فوائد ربوية، وأخ لا قروض عليه إلا أنه يعمل في ثلاث وظائف لتغطية مصاريفه، وعندما قمت بسحب المبلغ وإغلاق الحساب دفع البنك قيمة تقل عن رصيد المبالغ الموجودة، وبالسؤال تبين أن البنك قام بخصم نسبة 1% من كامل المبلغ مقابل السحب النقدي.
فهل يمكن احتساب هذه القيمة المخصومة من الفوائد؟ أم نخصمها من أصل المبلغ؟ وهل توزع الفوائد في أبواب الخير حالا أم يمكن التراخي في صرفها طالما أنها حددت وعزلت عن باقي أصل المال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنسبة التي أخذها البنك مقابل السحب تحسب من المال كله بأصله وفوائده بحسبه، ولا يجوز أن تدفع عن الأصل من الفوائد، ويجب أن يصرف المتبقي من الفوائد في مصالح المسلمين أو يدفع إلى الفقراء والمساكين فورا؛ لأن المال الحرام يجب صرفه إلى مستحقيه فورا. وإذا كان الورثة فقراء أو من بينهم من هو فقير فيجوز إعطاؤه من تلك الفوائد بقدر حاجته.

قال النووي في المجموع: وله ( أي حائز المال الحرم) أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيراً .. وله أن يأخذ قدر حاجته لأنه أيضاً فقير. اهـ

وأما ما بقي من رأس المال بعد خصم ما يقابله من النسبة التي أخذها البنك مقابل السحب فهو من جملة تركة الأب، ويوزع على جميع ورثته بعد قضاء دينه وتنفيذ وصيته في ثلث ماله إن كانت له وصية. قال تعالى: مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ {النساء:12}

وعلى من كان متعاملا مع ببنك ربوي أن يبادر إلى التخلص منه بما استطاع، ويتوب إلى الله عز وجل قبل أن يباغته الموت ويفجأه الأجل، فيندم ولات ساعة مندم. فانصح إخوانك بذلك وعظهم بالحكمة والموعظة الحسنة ليكفوا عن التعامل بالربا، ويتوبوا إلى الله تعالى منه. فإثمه كبير وشره مستطير وعواقبه وخيمة. ومن تاب تاب الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني