الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل البراءة من الكفار وبغضهم في الله عزوجل يعني حمل الغل تجاههم؟ أم الغل شيء والبغض شيء آخر؟ وهل الذي لا يحمل الغل والحقد تجاه الكفار يعتبر من سلامة الصدر المحمودة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغل في اللغة هو الحقد والعداوة، جاء في المعجم الوسيط: الغل:العداوة والحقد الكامن. انتهى.

وفي المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: الحقد: الانطواء على العداوة والبغضاء. انتهى.

وبهذا تعلم أن الغل والحقد هي عداوة القلب، وهذا أمر مشروع تجاه الكافر بسبب كفره وجحوده لربه، قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ { الممتحنة: 4 }.

وأما المودة وسلامة الصدر المحمودة: فإنها لا تكون إلا لأهل الإسلام, لكن إن حمل المسلم في قلبه مودة لكافر لا لكفره وإنما بسبب معين كأن كانت بسبب إحسانه إليه، أو قرابته منه ونحو ذلك، فهذا لا حرج فيه، كما بيناه في الفتوى رقم: 149369.

مع التنبيه على أن الحقد والبغض للكافر لا يحمل على ظلمه، أو هضمه حقوقه، ويراجع حكم حسد الكافر في الفتوى رقم: 126501.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني