الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

متزوج من 4 شهور، خرجت زوجتي من المنزل واتصلت بها على المحمول، ولكنها لم ترد علي، وبعد ساعتين اتصلت وقالت إنها عند والدتها منذ ساعتين، وكنت أنا بالعمل، ولما رجعت وجدتها بالمنزل وسألتها متى رجعت؟ ردت وأنت متى خرجت؟ اتركني أنام، أنا أخرج وأدخل كما أريد براحتي. فسألتها لماذا تزوجت؟ فقالت من أجل أن يقولوا بنت وتزوجت، فقلت لها ممكن تقومين من جانبي؟ فقالت: هذه شقتي وعفشي وقيمتي. ألست ذاهبا غدا إلى الشغل.. جيد حتى أرتاح.. لا أريد أن أعرضك لوالدي وأهلي.. ففقدت أعصابي وقلت لها: لا يهمني والدك أو أهلك كلهم... مع العلم أني لم أتطاول عليها ولم أضربها، فخرجت ونامت بغرفة أخرى، وخرجت في اليوم الثاني للعمل، مع العلم أني طبيب بشري، وجاءني اتصال بالعصر من والدها، مع العلم أن والدها سليط اللسان وعصبي وكثير الخطأ في الآخرين، فبدأ يرفع صوته ويقول لي أنت غير متزوج بنتا من الشارع، فرددت عليه لا ترفع صوتك علي، فقال لي بنتي موجودة عندي، لو حابب تأتي اليوم، غداً، بعد أسبوع، بعد شهر هي عندي.. فرجعت منزلي في اليوم الثاني، فوجدت أنها خرجت، وأخذت أغراضها بما فيها المشغولات الذهبية فصدمت والله من هذا التصرف. وبعد يومين حاول والدي الاتصال به علي الموبايل مرتين، فلم يرد، فاتصل به على التليفون الأرضي فرد، فقال له والدي لقد اتصلت بك ولم ترد، فقال له أعرف ولم أرد الرد، فقال له والدي أن أحمد ابنك كما زوجته تعتبر ابنتي، فاجلس معه... ولم يكمل لأنه فوجئ به يقول: أنا لا أريد أن أجلس معه ولا يكلمني ولا يدخل بيتي لأن ابنك (غير مترب وسافل وقليل الأدب)، لو كنت عارف إنه حرام كنت سقطت ابنتي (مع العلم أن زوجتي حامل في الشهرالرابع)، فرد عليه والدي بكل أدب لماذا الغلط ؟ فقال: لأن ابنك غلط في، وأنا مشغول الآن، مع السلامة. وهذا كله بصوت عال، بالرغم من ذلك أيضا اتصلت والدتي بهم لمكالمة والدتها فردت أختها بأنها غير موجودة، وأن زوجتي نائمة، وهذا الإنسان شخص لا يمكن التفاهم معه... فهي خرجت بدون علمي، ولم أطردها أو أسبها أو أضربها، ففضلت والدها علي، ولا أريد الذهاب إليه بعد تطاوله علي وعلى والدي، ولأئها الأول لوالدها ثم زوجها، وهي الآن منذ 40 يوما عند أهلها.. ولم أتصل بها لأني أشعر أنها لا تريد أنت تعيش وتفضل أهلها علي.. وهذا أول اختلاف بيني وبينها، ولكنها لم تحترم غيابي، وأخذت ذهبها... فما رأيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال كما ذكرت من تطاول زوجتك عليك بالكلام وخروجها بغير إذنك -لغير ضرورة- فهي ناشز ومسيئة لعشرتك.. والذي ننصحك به أن تكلمها -أو توسط من يقوم بذلك- وتطلب منها العودة إلى بيتك وتبين لها حق الزوج، وما جعل الله له من القوامة، وأن طاعة الزوج مقدمة على طاعة والديها، وأنهما لا يطاعان في معصية، وإنما في المعروف، وليس من المعروف إفساد الزوجة على زوجها، والسعي في خراب بيتها... واعلم أن الطلاق آخر الحلول، فلا تلجأ إليه إلا إذا تعذرت بقية الحلول المشروعة، فإن حصل بعد ذلك، فلعل الله يخلف عليك زوجة صالحة، قال تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ.. {النساء:130}، قال القرطبي: أي وإن لم يصطلحا بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني