الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتلفت أغراض خادمتها ولم ترسلها لها بعد سفرها فما حكمها

السؤال

كان لدي خادمة فلبينية مسيحية سيئة الطباع، ولم أوفق معها، فكانت تكذب وتسرق وكنت أتحملها لحاجتي إليها، ثم رفضت العمل بعد 6 شهور من العمل، وطلبت السفر والعودة إلى بلدها فوافقت، ولكن نظراً لظروف انتقالنا إلى مدينة أخرى طلبت منها تأجيل السفر شهرا ونصفا لحين انتقالنا واستقرارنا فوافقت، ولكن بمجرد وصولنا إلى المدينة الجديدة ألحت وأصرت على السفر بالرغم من عدم وصول أمتعتنا وحقائبنا التي يستغرق وصولها أسابيع، وكانت هي حريصة على حقيبتها التي لم يكن فيها إلا القليل من الثياب البالية (وكنت أتوقع أنها بها مسروقات نظرا لحرصها الشديد على الحقيبة) ولكنها رفضت انتظار حقيبتها، وطلبت السفر وقلت لها إن أمكنني أرسلت لك الحقيبة إن لم يكن الأمر مكلفا علي، وكتبت لي العنوان وسافرت، وعند وصول الأمتعة فتحت حقيبتها بحثاً عن مفقوداتي الثمينة، وقد لفت ثيابها بشكل غريب قطعة قطعة برمتها وألصقتها بشريط لاصق، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي الأشياء كل ما في الشنطة من ثياب وكريمات وصابون ومعجون الكل محكم الإغلاق بشريط لاصق، وأزلت كل الأشرطة اللاصقة بحثا عن شيء فلم أجد، ولكني لم أفتح علب الكريمات لأنها كانت جديدة (ربما أخفت بداخلها المسروقات لا أعلم حينها لم يطرأ على بالي النظر بداخل الكريمات أو الصابون السائل ) ولم أجد شيئا يخصها ثمينا في الحقيبة أو يستحق شحنها إلى بلدها، فتخلصت من محتويات حقيبتها، قطعا قليلة جدا من الثياب البالية وكريمات وصابون منحتهم إلى خادمة أخرى. علما بأنه قبل سفرها منحتها كل ما اشتريت لها من ملابس جديدة وأحذية، وبعض المستلزمات الشخصية من كريمات وصابون ومعجون فلم تغادر خاوية اليدين. ولكني الآن وبعد مضي 3 سنوات أشعر بتأنيب الضمير وأخشى أن أكون أحمل على عاتقي ذنب أنني لم أرسل لها حقيبتها، فأنا لا أريد أن يكون على كاهلي حمل لا أطيقه. فكيف السبيل وكيف الخلاص؟ أريد أن أرتاح وأتخلص من أي ذنب أحمله تجاه هذا الأمر، أنا الآن لا أملك لها عنوانا أو رقما. فهل أقدر ثمن الحقيبة ومحتوياتها (القليلة وغير الثمينة) وأتصدق وأخرج مبلغا من المال تعويضاً عن ذلك ؟ أرجو أن تدلوني وترشدوني إلى الصواب وتريحوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإتلافك لأغراض الخادمة أو تصرفك فيها بغير إذن منها اعتداء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.

وكون المال أوالأغراض تافهة بالنسبة إليك؛ فإن ذلك لا يبيح لك الاعتداء عليها وإتلافها لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لا لاعبا ولا جادا، ومن أخذ عصا أخيه فليردها. رواه أبوداود وحسنه الألباني.

وبالتالي فيلزمك قيمة ما أتلفته من أغراض تلك الخادمة، وإذا استطعت إيصال ذلك إليها ولو بطرق غير مباشرة فيلزمك ذلك، وإلا تصدقت به على الفقراء والمساكين، مع ضمانها لصاحبتها إن طلبتها يوما ولم تجز ما فعلتِ، وإذا كنت قد دفعت هذه الأغراض إلى خادمة أخرى فقيرة فقد حصل المقصود.

وأما التسلط على أغراض هذه الخادمة بسبب اتهامها بالسرقة دون بينة فلا يجوز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني