الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بطلان شبهة إعانة عليِّ على قتل عثمان

السؤال

ما حكم الإسلام فيمن زعم أن علي بن أبي طالب هو المتسبب في قتل عثمان؟أتمنى أن أجد عندكم إجابة شافية كافية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعثمان وعلي -رضي الله عنهما- خليفتان راشدان، صحبا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وماتا شهيدين، -رضي الله عنهما-، فكيف يظن بأحدهما أنه تمالأ على قتل الآخر، فلا يقول هذا الكلام إلا جاهل كذاب، يحتاج أن يؤدب على فريته.

فمعلوم لدى المسلمين أن الذي قتل عثمان -رضي الله عنه- هم الخوارج الذين تمردوا على الخلافة، وقصدوا المدينة وأحاطوا بدار عثمان وقتلوه وقد دافع من بقي من الصحابة، ومنهم علي وبنوه عن عثمان لكن عثمان -رضي الله عنه- عزم عليهم بأن يضعوا سيوفهم حتى لا تسفك دماء المسلمين في المدينة، واختار الصبر على البلوى، وما ظن الصحابة -رضوان الله عليهم- أن الأمر سيصل إلى قتله -رضي الله عنه-، فكان أمر الله قدرًا مقدورًا.

قال ابن كثير في البداية والنهاية: لا يصح عن أحد من الصحابة -رضي الله عنهم- بأنه رضي بقتل عثمان -رضي الله عنه-، بل كلهم كرهه ومقته وسب من فعله. اهـ.

وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وكان من جهال الفريقين -فريق علي ومعاوية- من يظن بعلي وعثمان ظنوناً كاذبة برأ الله منها علياً وعثمان كأن يظن بعلي أنه أمر بقتل عثمان، وكان يحلف -وهو البار الصادق بلا يمين- أنه لم يقتله، ولا رضي بقتله، ولم يمالئ على قتله، وهذا معلوم -بلا ريب- من علي رضي الله عنه. اهـ.

وراجع الفتوى: 13990.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني