السؤال
أنا ملتزمة بفضل الله، من سنتين لبست الخمار والحمد الله، ولكن مشكلتي هي أنه عندي شهوة جنسية عالية في بعض الأيام، في بعض الأحيان أتغلب عليها وعلى الشيطان، ولكن في بعض الأحيان لا أستطيع، فأمارس العادة السرية، وأتابع الأفلام الإباحية، مع العلم أني أصلي الفروض كاملة بوقتها حتى الفجر. وأحيانا كثيرا أبقى من صلاة الفجر حتى الشروق حتى أكسب أجر عمرة، ولساني بفضل الله لا يقف عن الذكر إلا ما ندر، ولي ورد يومي بين جزء إلى جزءين، وأذكار الصباح والمساء والحمد الله، أعمل الخير كلما سنحت فرصة. فهل أنا مريضة نفسيا؟ أو عندي انفصام شخصية؟ أو ماذا أعمل؟ أرجوكم لا تتأخروا علي بالرد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن هذا ليس مرضا نفسيا، وليس انفصاما في الشخصية بالمعنى العرفي، وإنما هو تردد النفس بين معاني التقوى والفجور، كما قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا * {الشمس:7-10}
فالإنسان تتنازعه دواعي الخير والشر، وبواعث الطاعة والمعصية، فإلى أيتهما كان أقرب كان من أهلها.
وإذا عرفت السائلة ذلك عرفت أن سبيل العلاج يكون بزيادة الطاعات والبعد عن المعاصي، وهذا يتطلب مجاهدة النفس وصبراً ومصابرة، ومن الوصايا الجامعة في هذا الباب الوصية النبوية لمعاذ رضي الله عنه، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وأحمد، وحسنه الألباني.
وهي وصية جامعة لمن عقلها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما بيان جمعها؛ فلأن العبد عليه حقان: حق لله عز وجل، وحق لعباده. ثم الحق الذي عليه لا بد أن يخل ببعضه أحيانا: إما بترك مأمور به، أو فعل منهي عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت" وهذه كلمة جامعة، وفي قوله: "حيثما كنت " تحقيق لحاجته إلى التقوى في السر والعلانية. ثم قال: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها " فإن الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا أمره بما يصلحه، والذنب للعبد كأنه أمر حتم، فالكيس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات، وإنما قدم في لفظ الحديث "السيئة" وإن كانت مفعولة، لأن المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة، فصار كقوله في بول الأعرابي: "صبوا عليه ذنوبا من ماء" وينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات، فإنه أبلغ في المحو. اهـ.
وأما ما يمكن أن يقال للأخت السائلة من النصح فيمكن أن تجده في الفتويين رقم: 121136، 111852.
وراجعي في ما يخص العادة السرية الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 5524، 22083، 9195.
والله أعلم.