الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنشاء دمية آلية تعلم الأطفال كيفية الصلاة

السؤال

أنا شاب أدرس هندسة ميكانيكية بإحدى الجامعات بإسبانيا، وأنا مقبل على التخرج بحول الله وقوته. خطرت لي فكرة بإنشاء دمية آلية تعلم الأطفال كيفية الصلاة.
الفكرة هي كالتالي: عندما يقوم الطفل بنطق التكبير يقوم الآلي بتكبيرة الإحرام وبذكر الأقوال والأذكار الواردة أثناء هذه الوضعية. وعندما ينطق الطفل بالتكبيرة الثانية ينتقل الآلي إلى الوضعية الموالية وهكذا، فبدلا من أن يقتني الآباء تلك الدمى الخيالية التي لا معنى لها. سيقتنون هذه الدمية التي أظن أنها ستساعدهم على تعليم أبنائهم. أرجو أن تذكروا لي الحدود التي لا يجب علي المساس بها. وشكرا. المرجو الحفاظ على سرية الفكرة إن كان ممكنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فشكر الله لك حرصك على نفع المسلمين، واستعمال علمك وتخصصك في هذا الباب المفيد.

وأما بخصوص ما سألت عنه، فليس في هذه الفكرة من محظور شرعي إلا ما هو معروف من مسألة الصور والتماثيل، فإذا نفذ السائل فكرته على هيئة دمى الأطفال فإن ذلك يمكن اعتباره مخرجا له، فقد استثنى كثير من أهل العلم من حرمة التصوير ما كان للأطفال لغاية تعليمهم وتأديبهم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 141193.

ومما ينبغي على السائل الكريم فعله أن يجتهد في طمس صورة الوجه خاصة، فلا داعي للمحاكاة التامة لمعالم الوجه، فيمكن إهمال شكل العينين والأذنين ونحو ذلك مما لا يضر بأصل الفكرة، وذلك مراعاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة. رواه الإسماعيلي، وصححه الألباني.

والظاهر أن خلو الوجه من العين والأنف والفم يعد طمسا للصورة، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين: 118104، 136256.

وهناك أمر آخر يجب مراعاته في تنفيذ هذه الفكرة، وهو الاعتماد على الأذكار التي صح إسنادها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويمكن للسائل أن يعتمد في ذلك على الكتيبات الميسرة المختصرة التي اجتهد أصحابها في اختيار صحيح الأذكار، ككتيب (مختصر النصيحة) و (حصن المسلم). وراجع الفتويين: 75826، 121948. .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني