الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب المبادرة إلى ترك العمل الحرام

السؤال

أعمل في كازينو للقمار في فندق خمس نجوم في وظيفة رئيس صرافين منذ حوالي اثني عشر سنة وحاولت مرارا أن أبحث عن البديل، ولكن دون جدوى، لدرجة أنني فكرت في ترك العمل أكثر من مرة وما يعوقني أنني متزوج ولي طفلان صغيران، وملتزم بقرض طويل الأجل لسيارة بمبلغ كبير، ولا أملك أي دخل سوى مرتبي فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك ـ أخي السائل ـ ترك ذلك العمل المحرم فورا, والبحث عن غيره, وقد وعد ربنا جل في علاه أن من اتقاه جعل له مخرجا فقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2ـ 3}.

وقال أيضا: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

فكن بموعود الله تعالى أوثق به مما في يدك, فلأن تعيش على الصدقات خير لك من أن تعيش على راتب ذلك العمل, ونحن في شك من كونك لم تجد بديلا لا سيما مع طول هذه المدة, وكثير من الناس يشتغلون في أعمال محرمة ويقولون إنهم لم يجدوا البديل وهم يعنون بالبديل أن يكون براتب عال كالراتب الذي يحصلون عليه من العمل المحرم, فاتق الله تعالى واجتهد في تحصيل عمل مباح، وسيرزقك الله تعالى ما تقوم به حياتك وحياة أسرتك ولن تموتوا قبل أن تستكملوا رزقكم بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني