الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوج إذا علم بالعيب ورضي به فلا يحق له الفسخ بسببه

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة تقدم لخطبتي رجل يعمل شرطياً وتمت الموافقة عليه، مع العلم أنه لا يصلي وأنا أفوقه في المستوى الدراسي بكثير وأنا بفضل الله ومنته ملتزمة والحمد لله وأصلي لله وما وافقت عليه وهو لا يصلي إلا ليقيني أن في أمة محمد صلى الله عليه وسلم الخير إلى يوم القيامة وأن الله قادر أن يهديه للصلاة والمشكلة أن بي عيباً خلقيا وهو مرض جلدي هو البهاق صارحته به وأنه على أصابع يدي ولم أخبره بباقي البهاق المتواجد في باقي جسدي وهو ضئيل للغاية فكان منه القبول بي رغم هذا المرض الجلدي غير أنه بعد الخطوبة سرى البهاق بنسبة لا بأس بها في جسدي وقد لاحظ أهله الانتشار الواسع لمرض البهاق على يدي فحدث نوع من الحيرة في موضوع الخطبة أتفسخ أم لا؟ لكن في الأخير أصر الخطيب على بقاء الخطبة قائمة غير أنني أحس أن القبول على مضض.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجمهور العلماء على أن العيوب التي يجب بيانها قبل الزواج والتي تثبت حق الفسخ هي العيوب التي يتعذر معها الوطء، أو الأمراض المنفرة، أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 53843.

ولا يثبت للزوج خيار الفسخ بوجود هذا المرض غير المعدي، قال الماوردي فأما البهق: فتغير لون الجلد، ولا يذهب بدمه ويزول، ولا تنفر منه النفوس، فلا خيار فيه .

وعلى كل حال، فإن الزوج إذا علم بالعيب ورضي به فلا حق له في الفسخ بسببه، لكن ننبهك إلى أن هذا الرجل إذا كان لا يصلي فهو على خطر عظيم فلا شك أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، وتركها جحوداً يخرج من الملة، وتركها تكاسلاً قد عده بعض العلماء كفراً مخرجاً من الملة، أما الخاطب فله أن يرجع عن الخطبة ولو لغير مبرر فأحرى إذا وجد لذلك مبرراً من مرض المخطوبة، أو نقص في جمالها، أو صحتها، لكن إن اختار المضي في الخطبة فله ذلك ولا خيار له بعد العقد، لكن الذي ننصح به السائلة هو أن تجتهدي في نصح هذا الرجل، فإن استقام وحافظ على الصلاة وإلا فلا ننصحك بقبوله، فإنه لا خير فيمن تهاون بصلاته والعبرة في قبول الخاطب بحاله عند الخطبة وليس بما يرجى أن يكون عليه في المستقبل، فالمستقبل علمه عند الله والهداية أمرها بيده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني