الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كشف العورات من الأمور التي يسخطها الله تعالى ويأباها

السؤال

قبل 5 دقائق كنت أكلم شخصا على المسنجر، وقال لي أريد أن أعرض لك جسمي، وعندما عرض عرض فقط العضو الذكري، وأنا لم أرد أن أره، وعندما عرضه كنت أخفي صفحة المحادثة ولم أر سوى القليل، لم أكن أريد هذا الشيء من قلبي، لكن لا أدري ما الذي جعلني أوافقه، كنت غير متحمس، ولم يعرض سوى دقيقة أو أقل، أريد إجابة مختصرة كي أستطلع فهمها، وما الذي علي أن أفعله بعد هذه الفعلة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فهمناه من سؤالك أن هذا الشخص عرض عليك كشف عورته وأنك وافقت على ذلك، وهذا من المنكرات التي توجب التوبة إلى الله تعالى، فلم يكن يجوز لك أن توافقه على هذا الأمر، بل كان يجب عليك أن تنهاه عن المنكر. فإن كشف العورات من الأمور التي يسخطها الله تعالى ويأباها، فإن كان فعل هذا الفعل المحرم بإذن منك فقد شاركته في المعصية وأعنته عليها، ثم إن كنت قد استدمت النظر إلى عورته بعد أن كشفها لك فقد أثمت من جهة أخرى، وهي إطلاق البصر إلى ما حرم الله تعالى، وقد قال جل اسمه : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} .

وعلى كل حال فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا مما أقدمت عليه، وأن تندم على فعله، وأن تعزم على أن لا تعود إليه مرة أخرى. وننصحك بأن تتخير من تحادثه على النت أو غيره بحيث لا تحادث إلا من يرجى من محادثته النفع في الدين أو الدنيا، ومن لا يجر عليك الحديث معه ما لا تحمد عقباه، فإن الصاحب ساحب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني